لم تهدأ منذ الخميس الماضي، حركة الاحتجاجات على الوضع المعيشي المتردّي في ايران. ورغم حملة القمع والاعتقالات الواسعة التي نفّذتها السلطات في "الجمهورية الاسلامية"، حيث قُتل 21 شخصا، منهم 9 ليل أمس في أصفهان وسط ايران، وأوقف نحو 450 شخصا منذ السبت، فإن رقعة التظاهرات آخذة في التوسع وتنتقل من مدينة الى أخرى، من مشهد الى كرمنشاه فطهران... وفي أول رد فعل له على ما يدور في البلاد، قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي إن "الأعداء يثيرون التوتر في إيران ويستخدمون المال والسلاح وعملاء المخابرات"، متهماً المحتجين بـ"العمالة إلى الخارج". في الموازاة، كشف تقرير مسرب عن اجتماع "المرشد" مع القادة السياسيين ورؤساء قوات الأمن في البلاد أن الاحتجاجات أضرّت بمختلف القطاعات، وأنها تهدد أمن النظام ذاته وأن الأوضاع يمكن أن تتدهور أكثر، والامور تختلف بشكل كبير عن أي أحداث مماثلة وقعت فى السابق. وفي السياق، تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ"المركزية" إن ما يجدر التوقف عنده في الاحتجاجات التي تشهدها ايران اليوم، هو ان مسبباتها - أي الضائقة الاقتصادية والمعيشية التي تخنق الايرانيين- مرتبطة في الواقع، بقرارات "الجمهورية الاسلامية" السياسية والاستراتيجية الداخلية والاقليمية وبمشاريعها التوسعية. فالاخيرة تخصّص جزءا كبيرا من ميزانيتها لتمويل أذرعها العسكرية في المنطقة من حزب الله في لبنان الى الحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن، من هنا كانت صرخة المتظاهرين الداعية الى وقف تدخّلات ايران في الدول العربية. كما أن أموالها تذهب أيضا لتمويل "الحرس الثوري" وتعزيز قدراته العسكرية، ولتطوير تقنياتها النووية، فيما تأتي أوضاع الايرانيين المعيشية وإيجاد فرص العمل لهم، في أسفل سلّم أولوياتها.
وما زاد الطين بلّة، تضيف المصادر، هو أن هذه السياسات الايرانية التي يراها المجتمع الدولي، من الولايات المتحدة الى فرنسا وصولا الى الدول الخليجية، مزعزعة للاستقرار في الشرق الاوسط، تسبّبت بتضييق الخناق الخارجي على ايران وبفرض عقوبات اقتصادية إضافية عليها- كشف عن أحدثها الرئيس الاميركي دونالد ترامب خلال إعلانه عدم التزام ايران بمقتضيات الاتفاق النووي- جمّدت النهضة الاقتصادية التي وعدت طهران نفسها بها لدى توقيعها الاتفاق الشهير مع مجموعة الدول "الخمس زائدا واحدا" في تموز 2015، الامر الذي فاقم أوضاع الايرانيين، حتى انفجر غضبهم تظاهرات في الشارع منذ الخميس، تُرفع خلالها شعارات معارضة للحكومة، وأخرى مطالبة بـ"الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي".
لكن ما مصير هذه الحركة وهل تُخنق في المهد على غرار تلك التي قامت عام 2009؟ المصادر تقول إن المشهد الدولي اليوم مختلف. ففي البيت الأبيض ادارة أميركية أكثر تشددا حيال ايران. وقد رأى ترامب أمس ان "وقت التغيير حان، قبل أن يشيد اليوم بالمتظاهرين الذين يتحركون ضد نظام طهران "الوحشي والفاسد"، مضيفا "كل تلك الاموال التي أعطاهم اياها الرئيس اوباما بحماقة ذهبت الى الارهاب وداخل جيوبهم. القليل من الطعام لدى الناس، الكثير من التضخم، وانعدام حقوق الانسان. الولايات المتحدة تراقب". فيما تعهد نائبه مايك بينس أمس، بأن الولايات المتحدة ستقدم الدعم للمحتجين المناهضين للحكومة في إيران، مؤكدا ان "طالما بقي ترامب رئيسا للولايات المتحدة وأنا نائبا للرئيس، لن نكرر أخطاء الماضي المشينة، حين وقف الآخرون متفرجين وصرفوا الأنظار عن المقاومة البطولية للعشب الإيراني". أما التسوية المقبلة الى المنطقة برعاية اميركية-روسية - اوروبية فتتطلب هي الاخرى تحجيم دور ايران وأذرعها العسكرية، والتظاهرات في الداخل الايراني اليوم، قد تساعد في تحقيق هذا الهدف، ما يعزز فرضية صمودها في وجه القمع، تختم المصادر.
وما زاد الطين بلّة، تضيف المصادر، هو أن هذه السياسات الايرانية التي يراها المجتمع الدولي، من الولايات المتحدة الى فرنسا وصولا الى الدول الخليجية، مزعزعة للاستقرار في الشرق الاوسط، تسبّبت بتضييق الخناق الخارجي على ايران وبفرض عقوبات اقتصادية إضافية عليها- كشف عن أحدثها الرئيس الاميركي دونالد ترامب خلال إعلانه عدم التزام ايران بمقتضيات الاتفاق النووي- جمّدت النهضة الاقتصادية التي وعدت طهران نفسها بها لدى توقيعها الاتفاق الشهير مع مجموعة الدول "الخمس زائدا واحدا" في تموز 2015، الامر الذي فاقم أوضاع الايرانيين، حتى انفجر غضبهم تظاهرات في الشارع منذ الخميس، تُرفع خلالها شعارات معارضة للحكومة، وأخرى مطالبة بـ"الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي".
لكن ما مصير هذه الحركة وهل تُخنق في المهد على غرار تلك التي قامت عام 2009؟ المصادر تقول إن المشهد الدولي اليوم مختلف. ففي البيت الأبيض ادارة أميركية أكثر تشددا حيال ايران. وقد رأى ترامب أمس ان "وقت التغيير حان، قبل أن يشيد اليوم بالمتظاهرين الذين يتحركون ضد نظام طهران "الوحشي والفاسد"، مضيفا "كل تلك الاموال التي أعطاهم اياها الرئيس اوباما بحماقة ذهبت الى الارهاب وداخل جيوبهم. القليل من الطعام لدى الناس، الكثير من التضخم، وانعدام حقوق الانسان. الولايات المتحدة تراقب". فيما تعهد نائبه مايك بينس أمس، بأن الولايات المتحدة ستقدم الدعم للمحتجين المناهضين للحكومة في إيران، مؤكدا ان "طالما بقي ترامب رئيسا للولايات المتحدة وأنا نائبا للرئيس، لن نكرر أخطاء الماضي المشينة، حين وقف الآخرون متفرجين وصرفوا الأنظار عن المقاومة البطولية للعشب الإيراني". أما التسوية المقبلة الى المنطقة برعاية اميركية-روسية - اوروبية فتتطلب هي الاخرى تحجيم دور ايران وأذرعها العسكرية، والتظاهرات في الداخل الايراني اليوم، قد تساعد في تحقيق هذا الهدف، ما يعزز فرضية صمودها في وجه القمع، تختم المصادر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك