كتبت دارين منصور في موقع mtv:
"مسرحية هزلية مُتفق عليها مُسبقاً"... هكذا وصف بعض المحلّلين هجوم إيران غير المسبوق على اسرائيل، بعدما أطلقت طهران أكثر من 300 صاروخ وطائرة مُسيّرة باتجاه إسرائيل، رداً على الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق. فماذا في قراءة الرد الإيراني على إسرائيل؟ وما هي السيناريوهات المُرتقبة؟
يُشير العميد الركن خالد حمادة إلى أن "الهجوم الإيراني، الذي يُعتبر حدثاً فريداً في تاريخ الصراع الإسرائيلي- الإيراني، شكّل مصدراً لإعادة الحسابات الأوروبية والأميركية والاسرائيليّة في كل ما يتعلّق بالنفوذ الإيراني في المنطقة وفي الصراع الإسرائيلي – الإيراني".
ويلفت حمادة، في حديث عبر موقع mtv، إلى أنه "لا شك أن هذا الهجوم الذي تم إبلاغ الولايات المتحدة ودول الجوار عنه قبل 72 ساعة، وفقاً لتصريح وزير الخارجية الإيراني، يؤكد أن كل ما يجري في المنطقة لا يخرج عن المظلّة الأميركية وعن الدور الأميركي في تنسيق هذه الأنشطة، بما يُبقي هذا الصراع ضمن حدود معقولة ولا يسمح بتفجير الموقف، لكن مما لا شك فيه أن قبول الولايات المتحدة التي أُبلغت بالهجوم بأن تصل الصواريخ الإيرانية إلى الداخل الإسرائيلي يشكّل بحد ذاته سابقة".
ويُضيف: "أعتقد أنها ستتكرّر وستصبح هي قواعد الاشتباك بين ايران وإسرائيل، ولن تعود الساحات الباقية وقواعد الاشتباك الخاصة بها في موقع الاهتمام الأوّل، بما يعني أن الاشتباكات في مزارع شبعا أو صواريخ "حزب الله" نحو المستوطنات الإسرائيلية لم تعد ذات قيمة مقارنةً بهذا الهجوم".
ويُتابع: "هذا الهجوم الذي شكّل سابقة لن يكون فريداً من نوعه بل هو أضحى نموذجاً سيتم اعتماده وستتم العودة إليه وإن بأشكال أو وسائل مُختلفة عند كلّ أزمة إقليميّة وعند كل استهداف إسرائيلي للداخل الإيراني أو لأي هدف ثمين إيراني". ويقول: "تجاوز ما كان محظوراً في السابق أصبح اليوم متاحاً، وبالتالي هذا الهجوم سيتكرّر وإن بأشكال مُختلفة أو بتصعيد قد يكون مختلفاً، أي أن الزمان والمكان أصبحا مناسبين لكلّ هذه الأنواع من الرد".
وعن ردود الفعل الإسرائيلية يُجيب أنه "لم يتخذ القرار فيها بعد، وأرى أن هذه الردود، رغم التصريح الأميركي أنه لن يكون جزءاً منها، لن تتم إلا بموافقة أميركية. وبالتالي، الولايات المتحدة التي كانت على علم بهذا الهجوم وأعلمت اسرائيل، أعتقد أنها ستُعلم طهران بالمرّات المُقبلة بالهجوم الإسرائيلي، مما يُبقي الولايات المتحدة في نقطة التوازن في هذا الصراع، على الرغم من ارتفاع حدّته ووتيرته".
وحول طبيعة الرد الإسرائيلي يقول إنه "لا يُمكن التنبؤ به، قد يكون مُشابهاً للهجوم على القنصليّة أو استهداف بنية تحتية ثمينة لطهران أو ربما تكون هناك عملية مخابراتية اسرائيلية في العمق تستهدف شخصيات أو منشآت مهمّة في الداخل الإيراني. لكن هذا النموذج من تبادل العمليات أصبح متاحاً، بحيث سقطت كلّ الخطوط الحمراء والولايات المتحدة قد تدفع بهذا التوتر كي يبلغ ذروته، إذ أنّ إحداث أي تغييرات مُهمّة في المنطقة أو ترتيب المنطقة ومناطق النفوذ فيها ونفوذ اللاعبين الإقليميين كافةً، بحاجة إلى حدث كبير لا توفّره الجبهات كجبهة لبنان والبحر الأحمر، بل ربما بحاجة إلى حدث أو صدام أكبر للتمكّن من ترتيب طاولة جديدة وتسوية حدود النفوذ والمشاكل في المنطقة، بما في ذلك الجنوب اللّبناني وغزة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك