بين تيارِ المستقبل وحزبِ الله تاريخٌ سياسيٌ يترنح بين عداوةٍ سياسيةٍ احياناً وربطِ نزاعٍ أحياناً أخرى.
حالياً، الانظارُ تتجهُ صوبَ العلاقةِ بين الحزبين الابرز تمثيلاً للمسلمين. فمنذُ اعلانِ الحريري استقالتَهُ المفاجئة عَمَلَ كوادر الحزبين على التهدئة لئلا تصلَ الامورُ الى "7 أيار جديدة".
الاستقالةُ قرأها الامينُ العام لحزب الله بانها "قرارٌ ُسعودي أملي على الحريري"، رئيسُ الحكومةِ نفسُه كان اعتبر قبل الاستقالة ان خِطاباتِ نصرالله "لا تفيدُ لبنان. لا من قريب ولا من بعيد". فماذا بين الرجلين؟
منذ ان عاد الرئيس الحريري الى لبنان عام 2005 وتسلمَ الزعامةَ السياسية بعد والدِه الشهيد والعلاقةُ مع حزب الله مضطربة. الحريري اتهم الحزب والنظامَ السوري باغتيال والده. فكانت تظاهرة 14 آذار الشهيرة الرافضة للتدخلات السورية.
رغم ذلك شارك حزب الله في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عام 2005. هو الذي لم يصوت لمرشح المستقبل في الاستشاراتِ النيابية وقتَها. وفي تشرين الثاني من عام 2006 استقالَ الوزراء الشيعة من حكومةِ السنيورة.
العلاقة شَهِِدت اسوأ اوضاعِها مع حوادث 7 أيار 2008 وظهورِ القمصان السود لاحقا، أحرقَ تلفزيون المستقبل وسقطَ كثيرٌ من الضحايا.
بعدها هدأَت الأمورُ وترأسَ الحريري اولَ حكومةٍ له عام 2009 شاركَ فيها الجميع بمن فيهم حزبُ الله. في ذلك العام كان الحريري قد التقى نصرالله في حدث تاريخي بارز واتفقا على سبل ادارةِ المرحلة.
تعاونُ الحريري واجهتهُ استقالةٌ مفاجئة لوزراء حزب الله والتيار الوطني الحر من حكومتِه وهو خارجَ البلاد عام 2011.
خطوةٌ اتت بسبب الخلاف حول المحكمة الدولية، فصدور قرارِ المحكمة بادانة اربعةِ عناصرَ من حزب الله في ايلول 2011 ادى الى تصعيد النزاع.
غاب الحريري عن لبنان. شُكِلَت حكومة نجيب ميقاتي. قاطعَ المستقبل الحكومة الى ان عادَ اليها عام 2014 في حكومةِ تمام سلام سعياً لضبط الأمور والتهدئة.
ذلك العام شكلَ ايضاً مرحلةً مفصليةً في العلاقة بين الحزبين. بدأت اولى جلسات الحوار بين الطرفين بدعوة من الرئيس نبيه بري في عين التينة.
قرابةَ أربعين جلسةً وتوقفَ الحوارُ في ربيع 2017. حوارٌ أدار مرحلةَ الفراغِ الرئاسي عَمَل على التسوية وان لم يثمر كثيراً.
في الفترة الأخيرة وبعد تصعيد نصرالله الخطاب بوجه السُعودية. استمر الحريري في الدعوة للتهدئة وهو زارَ اميركا للتخفيف من وطأة العقوبات على لبنان.
هذا عرضٌ لابرز الحوادث التي قربت الفريقين وأبعدَتهما احيانا.
ومنها نستخلصُ ابرزَ نقاط الخلاف:
سلاح الحزب، خصوصا ان حزب الله رفض ادراجَ هذا الموضوع على طاولة الحوار التي جمعته مع المستقبل.
ثانيا، الهجوم المستمر من حزب الله على السعودية.
ثالثا، عدمُ احترام سياسة النأي بالنفس ومشاركةُ الحزب في حروب المنطقة ولاسيما في سوريا.
رابعا، العلاقةُ مع سوريا والتنسيق معها وزيارتِها.
واخيرا نذكر ملفُ المحكمةِ الدوليةِ الخاصة بلبنان.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك