كما فاجأ سعد الحريري الجميع في ٤ تشرين الثاني بإعلان استقالته من السعوديّة، فاجأ كثيرين أيضاً بإعلان تريّثه في الاستقالة، والتريّث هنا يكاد يبلغ مرتبة العودة عنها. نقول فاجأ كثيرين، وليس الجميع، لأنّ هناك من "طبخ" ما أعلن عنه في بعبدا طيلة الأيّام الأخيرة.
ولكن، بعيداً عن كواليس الاتصالات التي أوصلت الى التريّث، والتي قد تُكشف وقد تبقى طيّ الكتمان أو أسيرة التحليلات لا المعلومات، ثمّة نتائج تترتّب على موقف الحريري الجديد، خصوصاً على الصعيد الداخلي. وهناك، أيضاً، من ربح ومن خسر بسببه.
بدايةً، برز في الأيّام العشرين الأخيرة، أكثر من أيّ وقتٍ مضى، وجود انقسامٍ في الفريق المحيط برئيس الحكومة. هناك من يريده أن ينتفض على الرغبة السعودية بالاستقالة والمواجهة مع حزب الله، وحتى مع رئيس الجمهورية، وهناك من يريده أن يستقيل وأن يواجه حزب الله وأن يعود الى الخطاب السياسي القديم. في الأمس، ربح فريقٌ وخسر فريق.
وفي الأمس أيضاً، قطف رئيس الجمهورية المشهد. عانق ميشال عون الحريري في العرض العسكري، على طريقة الابن الضال. كان ضالّاً فوُجد. أوحت الصورة التي انتشرت بكثافة أمس بأنّ عينيّ الرجل تكادان تدمعان. كان لقب "بيّ الكلّ" لائقاً به. أما في بعبدا، فاقتضى الاتفاق، الذي وضعت لمساته الأخيرة في السيّارة التي قادها الحريري ورافقه فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن يعلن رئيس الحكومة أنّ عون طلب منه التريّث واستجاب. كان "خطاب التريّث" في جيبه، حتى قبل لقاء بعبدا. خرج ميشال عون منتصراً في الأمس، بعد سلسلة انتصارات حقّقها منذ يوم سبت الاستقالة الأسود.
ومن الرابحين أيضاً، بل وخصوصاً، الحريري نفسه. ممّا لا شكّ فيه أنّ شعبيّة رئيس تيّار "المستقبل" تعرّضت لاهتزاز نتيجة ابتعاده عن لبنان، ثمّ بسبب دعم ترشيح الرئيس عون، حليف حزب الله، ما أظهر منقلباً على نبض الشارع السنّي وعزّز من حضور الوزير السابق أشرف ريفي، أقلّه في بيئاتٍ محدّدة. انتصر الحريري أمس. لا بل هو، مثل رئيس الجمهوريّة، بدأ ينتصر منذ إعلان استقالته ثمّ الكلام عن احتجازه في السعوديّة. لا بل يُنقل عن إعلامي سعودي قوله إنّ ما قدّمته السعودية للحريري، عبر استقالته وما تبعها، يفوق بكثير ما يمكن أن تقدّمه له من دعم مالي أو سياسي، لأنّه استفاد شعبيّةً وعطفاً.
أما الخاسرون بسبب تريّث الحريري، ولو مرحليّاً، فهم الذين لم يعلّقوا أمس على قراره، وهم الذين رحّبوا بإعلان استقالته، أي حزبَي الكتائب والقوات اللبنانيّة وريفي، وبعض المحيطين بالحريري، وعلى رأسهم فؤاد السنيورة، وغيرهم من خصوم حزب الله. والأخير، طبعاً، كان جزءاً من اتفاق التريّث، لا بل مهّد له عبر إطلالتَي أمينه العام الأخيرتين، وهو بالتأكيد بين المنتصرين، ولو صوّره البعض، في الأيّام المقبلة، في موقع المتنازل.
يبقى أنّ وضوح الصورة، وتحديد هويّة الخاسرين والرابحين في المرحلة المقبلة، ينتظران الموقف السعودي والمواقف الدوليّة من خطوة الحريري. لعلّ الأجدى أن نفعل مثل الحريري... ونتريّث.
ولكن، بعيداً عن كواليس الاتصالات التي أوصلت الى التريّث، والتي قد تُكشف وقد تبقى طيّ الكتمان أو أسيرة التحليلات لا المعلومات، ثمّة نتائج تترتّب على موقف الحريري الجديد، خصوصاً على الصعيد الداخلي. وهناك، أيضاً، من ربح ومن خسر بسببه.
بدايةً، برز في الأيّام العشرين الأخيرة، أكثر من أيّ وقتٍ مضى، وجود انقسامٍ في الفريق المحيط برئيس الحكومة. هناك من يريده أن ينتفض على الرغبة السعودية بالاستقالة والمواجهة مع حزب الله، وحتى مع رئيس الجمهورية، وهناك من يريده أن يستقيل وأن يواجه حزب الله وأن يعود الى الخطاب السياسي القديم. في الأمس، ربح فريقٌ وخسر فريق.
وفي الأمس أيضاً، قطف رئيس الجمهورية المشهد. عانق ميشال عون الحريري في العرض العسكري، على طريقة الابن الضال. كان ضالّاً فوُجد. أوحت الصورة التي انتشرت بكثافة أمس بأنّ عينيّ الرجل تكادان تدمعان. كان لقب "بيّ الكلّ" لائقاً به. أما في بعبدا، فاقتضى الاتفاق، الذي وضعت لمساته الأخيرة في السيّارة التي قادها الحريري ورافقه فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن يعلن رئيس الحكومة أنّ عون طلب منه التريّث واستجاب. كان "خطاب التريّث" في جيبه، حتى قبل لقاء بعبدا. خرج ميشال عون منتصراً في الأمس، بعد سلسلة انتصارات حقّقها منذ يوم سبت الاستقالة الأسود.
ومن الرابحين أيضاً، بل وخصوصاً، الحريري نفسه. ممّا لا شكّ فيه أنّ شعبيّة رئيس تيّار "المستقبل" تعرّضت لاهتزاز نتيجة ابتعاده عن لبنان، ثمّ بسبب دعم ترشيح الرئيس عون، حليف حزب الله، ما أظهر منقلباً على نبض الشارع السنّي وعزّز من حضور الوزير السابق أشرف ريفي، أقلّه في بيئاتٍ محدّدة. انتصر الحريري أمس. لا بل هو، مثل رئيس الجمهوريّة، بدأ ينتصر منذ إعلان استقالته ثمّ الكلام عن احتجازه في السعوديّة. لا بل يُنقل عن إعلامي سعودي قوله إنّ ما قدّمته السعودية للحريري، عبر استقالته وما تبعها، يفوق بكثير ما يمكن أن تقدّمه له من دعم مالي أو سياسي، لأنّه استفاد شعبيّةً وعطفاً.
أما الخاسرون بسبب تريّث الحريري، ولو مرحليّاً، فهم الذين لم يعلّقوا أمس على قراره، وهم الذين رحّبوا بإعلان استقالته، أي حزبَي الكتائب والقوات اللبنانيّة وريفي، وبعض المحيطين بالحريري، وعلى رأسهم فؤاد السنيورة، وغيرهم من خصوم حزب الله. والأخير، طبعاً، كان جزءاً من اتفاق التريّث، لا بل مهّد له عبر إطلالتَي أمينه العام الأخيرتين، وهو بالتأكيد بين المنتصرين، ولو صوّره البعض، في الأيّام المقبلة، في موقع المتنازل.
يبقى أنّ وضوح الصورة، وتحديد هويّة الخاسرين والرابحين في المرحلة المقبلة، ينتظران الموقف السعودي والمواقف الدوليّة من خطوة الحريري. لعلّ الأجدى أن نفعل مثل الحريري... ونتريّث.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك