كان عام 2017 عام البلدات الحدودية الثلاث: عرسال، القاع ورأس بعلبك مع تحرير جرودها من التنظيمات الارهابية في معركة حصدت تقديراً محلياً ودولياً بالجيش الذي اظهر حرفية عالية وسرعة فائقة في محاربة تنظيم "داعش" الذي عجزت جيوش عدة في المنطقة عن محاربته.
وفي العام 2018، تستعد هذه البلدات الى قطف "ثمار" التحرير من خلال ضبط حدودها "بستار حديدي" يُقيمه الجيش المرابض في السلسلة الشرقية لمنع اي تسلل او تهريب ولاقفال معابر غير شرعية قد يستفيد منها الارهابيون من اجل الدخول مجدداً الى لبنان.
وبحسب المعلومات فإن الجيش يعمل على إعداد فوج جديد لحماية الحدود (فوج حرس الحدود السادس) ينضم الى الافواج الخمسة الموجودة، من اجل ضبط الحدود والمعابر بين لبنان وسوريا وإغلاق "الجيوب" الحدودية التي قد تُشكّل خاصرة رخوة للامن اللبناني، وتشييد ابراج مراقبة بمساعدة بريطانية لتثبيت السيادة اللبنانية على الحدود. ويأتي ذلك بالتزامن مع قرار دولي "جامع" بضرورة تعزيز امن لبنان واستقراره وتثبيت حدوده لحمايته من خلال رفد الجيش بالمساعدات العسكرية من مختلف الانواع للقيام بالمهمة الحدودية. فكيف هي حال تلك البلدات بعد عام التحرير وكيف تستعد لعام ضبط الحدود؟
عرسال التي عادت جرودها الى حضن الشرعية اللبنانية بعد معركة "صيفية" خاضها الجيش من الجانب اللبناني و"حزب الله" والجيش السوري من خارج الحدود، تنعم بالامن والاستقرار، ويكاد الوضع في جرودها وداخل البلدة يكون افضل بكثير من مناطق لبنانية عدة.
ويلفت رئيس بلديتها لـ"المركزية" الى "ان لا تواجد لـ"حزب الله" في الاراضي التابعة عقارياً لعرسال من الجهتين الشرقية والجنوبية ولا في جرودها، فالجيش ينتشر في مواقع "متقدّمة" في المناطق الحدودية الفاصلة بين لبنان وسوريا".
ويقول "حركة الجيش (تبديل آليات ونقل جنود الى المواقع) في عرسال وجرودها طبيعية جداً وتدل الى انه مرتاح في عملية الانتشار، وهو متواجد في شكل دائم و"ظاهر" في البلدة وجرودها ويعمل على تأهيل العديد من الطرقات في الجرود لتسهيل عملية "وصل" مراكزه بعضها ببعض".
ولم يستعبد الحجيري رداً على سؤال "ان يكون البريطانيون يعملون على نصب ابراج مراقبة على طول الحدود من اجل ضبطها في الاتّجاهين، مع العلم ان المسافة التي تفصل عرسال البلدة عن الحدود اللبنانية-السورية تقدّر بنحو 20 كيلومتراً ما يعني صعوبة معرفتنا بالتحرّكات العسكرية للجيش هناك وزيارات قادة عسكريين في الجيوش الصديقة".
اما عن وضع النازحين في عرسال وإمكانية عودتهم الى قراهم وبلداتهم السورية، يُشير رئيس البلدية الى "ان اعدادهم الى انخفاض نتيجة "قافلات العودة" التي تمت سابقاً اضافة الى النزوح الداخلي من عرسال في اتّجاه مناطق لبنانية اخرى"، متوقّعاً "ان تظهر قريباً بوادر حلول لاوضاعهم ما يُتيح فتح طرقات العودة الى سوريا".
على الجهة الاخرى، من الحدود، بلدة القاع التي ذاقت طعم التحرير من الارهابيين الصيف الفائت بعد ان كُويت بنارهم في صيف 2016 بسقوط عدد من ابنائها شهداء دفاعاً عن ارضهم.
ويقول رئيس بلديتها بشير مطر لـ"المركزية" "الجيش متمركز في جرودنا عبر مواقع ثابتة-استراتيجية استحدثها بعد معركة التحرير، وانتشاره الجيّد يبعث الطمأنينة في نفوس القاعيين. بلدتنا باتت تحت حمايته وحدودنا مضبوطة بفضله".
ويلفت الى "ان الجيش يُعزز مراكزه المنتشرة في جرودنا وعلى طول الحدود، ويُقيم ابراج مراقبة لمنع اي تسلل وتهريب، وهو يُسيّر في شكل شبه يومي الدوريات في اتّجاه مواقعه العسكرية وينقل آليات من مراكز الى اخرى، ويعمل على تعبيد واستصلاح العديد من الطرقات التي تربط مراكزه العسكرية في الجرود"، ويشدد على "اننا كبلدية نتعاون مع الجيش كلما اقتضى ذلك".
ويؤكّد "ان لا تواجد عسكرياً لـ"حزب الله" في جرود القاع وداخل الاراضي التابعة لبلدتنا".
ويتمنى مطر رداً على سؤال "ان يعود معظم النازحين الى قراهم وبلداتهم السورية، خصوصاً بعد فتح معبر الجوسيه الحدودي"، منوّهاً في هذا السياق "بالمواقف التي اطلقها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم خلال افتتاحه المعبر والتي تؤكد على السيادة اللبنانية"، ويشير الى "ان لدينا رئيس جمهورية واحد هو العماد ميشال عون".
ويختم رئيس البلدية بمناشدة المسؤولين "زيادة التغذية بالتيار الكهربائي للقاع"، ويُذكّر "بالاموال التي وُعدنا بها من خلال الهيئة العليا للاغاثة كتعويض عن الذي حصل في القاع، وحتى الان لم نتقاضاها"، ويؤكد "اننا كبلدية نكافح مع القاعيين من اجل خلق فرص عمل للشباب للبقاء في ارضهم"، ومتمنياً "ان تكون السنة الجديدة سنة الانماء للقاع".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك