ليست السنوات الثلاث بين مؤتمرَي روما ١ وروما ٢ هي الفارق الوحيد الذي يتوقف عنده المراقبون لمسار التعاون العسكري بين لبنان وشركائه الدوليين، اذ ان الظروف باتت اكثر مواءمة لتسليح الجيش اللبناني وتعزيز قدراته وتمكينه من توسيع انتشاره ليس فقط على الحدود الشمالية - الشرقية انما في جنوب لبنان بشكل خاص، وبموازاة ذلك تمكين الاجهزة الامنية الاخرى من حفظ الامن في الداخل اللبناني.
واذا كانت المؤسسة العسكريّة هي محور الاهتمام في مؤتمر روما ٢ الذي ينعقد في ٢٨ شباط المقبل في العاصمة الايطاليّة، إلا أنّ تنسيقاً ملحوظا يجري على الارض اللبنانية بين قيادة الجيش والاجهزة الامنية الاخرى التي ستنال كلّ منها حصة من المساعدات.
وما زيارة قائد القوات البحرية في القيادة الوسطى الأميركية الجنرال جون اكيلينو على رأس وفد الى لبنان الا للوقوف على حاجات الاسطول البحري للجيش اللبناني وقبله زيارة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الاميركي جوزف فوتيل كانت بهدف زيادة الدعم العسكري الاميركي.
وكشفت اوساط ديبلوماسية لوكالة "اخبار اليوم" ان الحركة الاميركية النشطة عسكريا باتجاه لبنان التي تدوزنها ديبلوماسيا السفيرة اليزابيت ريتشارد مع السياسيين، من قبيل الالتزام بدعم المؤسسة العسكرية على انه الكيان الشرعي الوحيد المفترض به ان يبسط سلطته على كامل الاراضي اللبنانية ويدافع عنها، واللافت ان الاتحاد الاوروبي المعني بتشجيع دوله على المساهمة في المساعدات الواردة في خطة خمسية وضعتها قيادة الجيش، يلاقيه من جهة مقابلة حماسة اميركية وبريطانية بزيادة الهبات للجيش اللبناني. فالولايات المتحدة ستقدم مساعدات بقيمة 120 مليون دولار إلى الجيش اللبناني، لتمكينه من الحفاظ على الأمن.
اما المملكة المتحدة فهي ثاني اكبر داعم للجيش بعد الولايات المتحدة وأول مانح للقوى الامن الداخلي عبر برنامج لثلاث سنوات بمبلغ ثلاثة عشر مليون باوند، لكن الحماسة الاميركية تحوّلت حراكا باتجه الدول الاخرى لحثّها على الاستثمار في الجيش اللبناني على اعتبار ان تقويته تعني الحفاظ على امن لبنان والمنطقة معا وبناء سدٍّ منيع يحول دون تسلل الارهابيين.
فهل ينجح الاميركيّون كعرّاب لمؤتمر روما ٢ في مهمّتهم زيادة المساعدات الدوليّة للجيش اللبناني والتعويل عليه في سياسة الادارة الاميركيّة الحاليّة المنصبّة على تجفيف منابع تمويل حزب الله؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك