لا تنتهي الحركات والهيئات والأحزاب والتجمعات المنضوية تحت مُسمّى "المجتمع المدني". هذا المجتمع الذي قد تجمعه صرخة اجتماعية في الظاهر، ويفرّقه ألف اعتبار في المضمون. يتنفّس بعض القيّمين على الحملات المدنية من هواء المشهدية الشعبية الناجحة في 29 آب 2015 ومن نتائج الإنتخابات البلدية الأخيرة في مختلف المناطق.
لكنّ البقاء على هذا الحال، بمعنى أن يغرّد كل معارض لأداء الطبقة السياسية على منواله لن يُجديَ نفعاً. فالإنتخابات النيابية في الأحد الأوّل من أيار والوقت بدأ يتآكل بسرعة.
لذلك، تُقابل الحركة الإنتخابية المُعلَنة وغير المُعلنة بين أهل الحكم لإتمام التحالفات "عالقطعة" في كل دائرة، حركة حسمٍ في الضفة الأخرى. والحديث هنا عن طرابلس، التي تشهد مُبادرةً لتوحيد الصفوف المدنية المناهضة للسياسيين في العاصمة الثانية وخارجها.
هناك في دائرة طرابلس - المنية - الضنية مَن ينظر بعين الجدية إلى فرصة سانحة في الـ2018 بتحقيق مفاجأة انتخابية من العيار الثقيل، انطلاقاً من الواقع وضعاً وأرقاماً. ولأنها ليست بحاجة إلى "ألف ميل" بل إلى خطوة باتجاه واحد، تم الإعلان في الأيام الأخيرة عن مبادرة لـ"إنقاذ وحدة المجتمع المدني" كانطلاقة يُبنى عليها خوض المعركة بعد ثلاث أشهر.
وعلى الطريقة الأميركية، أطلقت صفحة "زكزكات" عبر "فايسبوك" انتخابات تمهيدية ضمّت أسماءً خارج الإصطفافات السياسية في طرابلس والمنية والضنية، أكاديميين وحقوقيين ونقابيين وناشطين لم يعد ينظرون إلى البرلمان على أنّه "حلم". واللافت في الموضوع، أنّ هذا الإستطلاع لاقى إقبالاً واسعاً حيث وصل عدد المشاركين في أربعة أيام إلى 7000 صوت و4000 للائحة، على أنّ ينتقل التصويت في الساعات القادمة على أساس البرنامج الإنتخابي.
وفي الحصيلة، فقد تصدّرت المقاعد السنية الأسماء الآتية تدريجياً: مصباح الأحدب، وليد عوض، مالك مولوي، صالح المقدم، عمر طرطوسي، وليد كرامي، خالد تدمري. بينما حلّتفرح عيسى الأولى أرثوذكسياً وجورج شبطيني مارونياً وحافظ ديب علوياً. أمّا المنية - الضنية فلقد ذهب الصوت المدني إلى داني عثمان يتبعه سامر فتفت وعلي الصمد.
المواجهة صعبة، وخصوم المجتمع المدني يقاتلون بأرقام من نوع آخر... لنتأمل بالمفاجآت!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك