أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أن بعضهم يحاول عزل "القوّات" فمنهم من لا يريد قيام الدولة في لبنان ومنهم من يريد أن تبقى الدولة مزرعة أما الباقون فيريدون استمرار الفساد في المؤسسات وبالتالي أداء "القوّات اللبنانيّة" غير ملائم لمشاريعهم ومراميهم فهم لا مشلكة لديهم بنجاح أي مرشح شرط ألا يكون "قواتياً" ولكن في نهاية المطاف لن ينجح سوى "القوّاتي"، داعياً أهالي مدينة بشري إلى التصويت بكثافة في الإنتخابات المقبلة والمساعدة قدر الإمكان في معركة بعلبك - الهرمل.
كلام جعجع جاء خلال عشاء أقامه وعقيلته النائب ستريدا جعجع في معراب لحشد من فاعليات وأبناء مدينة بشري، في حضور النائب إيلي كيروز، مرشح حزب "القوّات اللبنانيّة" عن المقعد الماروني في بشري المهندس جوزيف اسحاق، رئيس بلديّة بشري فريدي كيروز، السيّدة روز أنطوان شويري، السيّدة ليليان تيدي رحمة، السيّد جوني حميد كيروز، رئيس بلديّة بشري السابق جورج جعجع، الشيخ منير فخري، المدبّر أنطوان فخري، السيّد طوني جنبلاط كيروز، الشيخ لبنان طوق والسيّد دانيال طوق.
وبعد أن وجّه تحيّة للنائب كيروز، قال جعجع: "ليس من السهل أن تكون قوّاتياً إلا أنه ليس سهلاً أيضاً أن تعلتي المنبر بعد إيلي كيروز باعتبار أن كلامه لا ينبع فقط من فكره لأن القضيّة عجنته فأضحى هو القضيّة والقضيّة هو ومجرّد أن يتحدث يكون كلامه تلقائياً في صلب القضيّة ويتناول أبعادها كافة".
ولفت إلى أننا مقبلون إلى انتخابات نيابيّة في جميع المناطق وأغلبيّة الفرقاء يعملون على عزل "القوّات اللبنانيّة" كما ترون، مشيراً إلى أن سبب قيامهم بذلك ليس سراً على أحد فمنهم من لا يريد قيام الدولة في لبنان ومنهم من يريد أن تبقى الدولة مزرعة أما الباقون فيريدون استمرار الفساد وبالتالي أداء "القوّات اللبنانيّة" غير ملائم لمشاريعهم ومراميهم من هنا يحاولون وبمختلف انتماءاتهم عزل "القوّات" إن كان بشكل مباشر أو غير مباشر وليس من مشلكة لديهم بنجاح أي مرشح شرط ألا يكون "قواتياً" ولكن في نهاية المطاف لن ينجح سوى "القوّاتي".
وتطرّق جعجع إلى أداء "القوّات اللبنانيّة" في جبّة بشري، مشدداً على أن "القوّات" وفت بكل وعودها لأهل الجبّة وآخرها ما سيتحقق في هذا العام عبر الإتيان بنائب من خارج مدينة بشري"، موضحاً أن الحزب حاول في جميع المواقع أن يعكس صورة بشري التي يحبّها الجميع فمنذ الطفولة وهم يخبروننا أن بشري هي بلاد المقدمين، وهي بنظرنا كذلك، إلا أنني أعتقد أن هذه الصورة تمكنت في هذه المرحلة من أن تنعكس على المستوى الوطني وبشكل مباشر".
وتابع جعجع: "كان باستطاعتنا أن نمني النفس بالآمال جالسين في بيوتنا قرب الموقد قائلين إننا أبناء بلاد المقدمين من دون القيام بأي عمل إلا أن الواقع اليوم معاكس فنحن نتصرّف كأبناء بلاد المقدمين فمنذ القدم والجميع يفكّرون كيف يمكن لأبناء بشري أن يعكسوا الروحيّة الموجودة لديهم. ونحن اليوم نقوم بذلك ونعكس روح البطولة والفروسيّة وصورة الرجولة والكرامة والحريّة بأفضل شكل ممكن وبالتالي من هذه الناحيّة نحن نحاول عكس صورة بشري التاريخيّة بأفضل شكل ممكن وهذه من الأمور الأساسيّة التي تجعلكم فخورين بـ"القوّات اللبنانيّة".
اما على صعيد الإنماء في منطقة بشري، فقد أكّد جعجع أن "الجميع يريد أن تكون بشري عروسة المناطق أما نحن كحزب "القوّات اللبنانيّة" فعلينا ان نعمل للمناطق اللبنانيّة كافة ومن دون تمييز لأن أقصى تمنياتنا هي أن تتحول جميع مناطق لبنان إلى عرائس وهذا ما نحاول القيام به وفي الوقت الحاضر وبفضل نائبي بشري ستريدا جعجع وإيلي كيروز تحوّلت بشري إلى عروس المناطق"، موضحاً أنه يمكنه تفهم الخصومة السياسيّة فمن حق كل إنسان إبداء رأيه ولكن بالوقت عينه ليس من حق أي فرد محاولة غش الناس والكذب عليهم عبر تحوير الوقائع فهناك من يطرح أموراً غير واقعيّة في سياق العمل السياسي لان القاصي والداني في لبنان يشهد لمسيرة الإنماء في منطقة بشري والمدى الواسع الذي حازت عليه مع "القوّات اللبنانيّة".
واستطرد جعجع: "هناك بعض الناس الذين يسارعون قبيل الإنتخابات القيام ببعض الخدمات الصغيرة وهذا بحد ذاته أمر جيّد لأننا نؤيد أي عمل إيجابي إلا أن الأهم هو ألّا ينطلي علينا الغش الحاصل في هذا السياق باعتبار أنه يجب ألا نقترع لصالح من يقدّم لنا خدمة صغيرة وإنما من يمثلنا بشكل جيّد وصحيح على المستوى الوطني ومن يعكس وجه بشري الفعلي ويقوم بالإنماء الحقيقي في المنطقة". وقال: "إن والدي هو أكثر إنسان أحبّه في التاريخ لكن ذلك لا يعني أنني من الممكن أن أفكّر للحظة من اللحظات أن يترشّح والدي للإنتخابات النيابيّة عن منطقة بشري باعتبار أن النيابة تحتاج إلى مواصفات معيّنة ومحدّدة وبالتالي يمكن لأي فرد في بشري وجبتها أن يحبّ من يشاء ويخدم ويزور من يشاء ولكن يجب ألا يقترع سوى لمن يمثل أفكاره إذ لا يمكن لأحلامنا أن تكون من جهة وتصرّفاتنا من الجهة المقابلة لها.
وشدد على أنه يمكن أن تظهر نتائج عملنا وجهدنا متأخرة ولكن في نهاية المطاف وحتى لو تعبنا وانتظرنا قليلاً لن يصحّ إلا الصحيح لأن بشري تتنفس حريّة وكرامة وفروسيّة ورجولة لذلك لا يمكن أن تكون سوى "قوّات لبنانيّة".
وأكّد أنه بالإستناد إلى ميزان القوى فـ"القوّات اللبنانيّة" راهناً أقوى مما كانت عليه في انتخابات 2005 و2009 إلا أن القانون الإنتخابي الجديد معقّد ودقيق جداً فليس هناك أي حزب من الأحزاب قادر على الحؤول دون خسارة عدد من المقاعد النيابيّة، فعلى سبيل المثال لا الحصر دائرة بعلبك الهرمل تعدّ معقل "حزب الله" و"حركة أمل" الأساسي وفي جميع الأحوال سيخسران مقعدين في الإنتخابات النيابيّة ومن الممكن أن يخسروا ثلاثة مقاعد أو أكثر وهذا بحسب ما يؤكدونه وفي الإنتخابات المقبلة سنخوض معركة ديمقراطيّة جميلة هناك"، طالباً من الحاضرين العمل والمساهمة في معركة بعلبك الهرمل الإنتخابيّة ولكن من دون أن يكون ذلك على حساب تشتيت قوانا في منطقة بشري.
وأضاف: "أما عن إنتخابات منطقة بشري فيجب أن نتأيد بالتعليمات التي ستوجهها لنا ماكينة "القوّات اللبنانيّة" الإنتخابيّة لانه من غير الممكن أن نخسر أي مقعد من مقعدينا النيابيين في المنطقة وذلك لسببين: الأول أن قوتنا تزايدت والثاني أننا سنتقيّد حرفياً بالتعليمات التي ستوجه إلينا"، موضحاً أن "القوّات" لن تتحالف مع أي من الأحزاب الأخرى في دائرة الشمال الثالثة وستقتصر تحالفاتها على بعض المستقلين وكل صوت يقترع لصالح "القوّات" سيعزّر حاصل اللائحة ككل ويحسن وضعها في البترون والكورة وزغرتا".
ودعا جعجع الحاضرين إلى أن يكونوا منخّبين وليس مجرّد ناخبين "كما عليكم التواصل مع أقربائكم في الخارج من أجل حضهم على الذهاب للإقتراع أو القدوم إلى لبنان للتصويت باعتبار أننا نخوض معركة كبيرة على المستوى الوطني، وبمحورين قيام الدولة من جهة ومحاربة الفساد من الجهة الثانية، وهذا ما يدفع الجميع إلى محاولة عزل "القوّات اللبنانيّة" فهم لا يريدون الخروج من الحال الذي نعيشه منذ الإستقلال ويريدون ان تبقى هذه الدولة مزرعة وشبه دولة على ما هي عليه لذلك وصول "القوّات اللبنانيّة" لا يناسب مشاريعهم خصوصاً أننا نحاول تغيير الثقافة السائدة في اوساط الدولة"، مشيراً إلى أنه إذا ما عملنا على الشكل المطلوب فستتمكن "القوّات" من الفوز مجدداً بالمقاعد النيابيّة الأربعة التي هي بحوزتها.
وأوضح أن محافظة "القوّات" على مقاعدها النيابيّة الاربعة في الشمال في ظل النظام النسبي يعد بطولة. وختم: "ما نقوم به اليوم سنحصد نتائجه بعد عدد من السنوات فإما ان نتمكن من أن نورث أبناءنا وطناً أفضل من الذي ورثناه أو سيعيشون في ظل التعتير الذي عشناه وهذه النهاية لا يريدها أحد منا".
من جهته، قال النائب كيروز في كلمته: "فكرتُ مليّاً قبل أن أكتب. أردتُ أن أبتعد عن الكلام اليومي المُكرّر. أردتُ أن أذهب في هذا اللقاء الى ما هو أبعد وأعمق في تاريخنا ومسيرتنا كجماعة وأفراد، الى ما جمعنا في الماضي وما يجمعنا في الحاضر والمستقبل"، مشيراً إلى انه أراد أن يعيد التأكيد في هذه المناسبة على فهمه لـ"القوات اللبنانية"، بعد كل هذه السنوات من الإلتزام على المستوى اللبناني والمسيحي وعلى مستوى بشري وجبّتها".
وتابع: "إن "القوات اللبنانية" هي انتماء الى حركة مقاومة واجهت وستواجه مشاريع السيطرة الخارجية على لبنان. إن "القوات اللبنانية" هي انتماء الى مسيرة نضال لا يتوقف في هذه البقعة من العالم ولا يعترف بالزمن والصعوبات، ولا يتوقف عند المراكز والمواقع والمناصب. إن "القوات اللبنانية" هي التزام بالحرية والإنسان، وبكل ما يؤدي الى تعزيز الحرية وكرامة الإنسان. وتريد "القوات" لإنسانها ولإنسانها في بشري والجبّة أن ينمو بالقامة والحكمة والنعمة كما يقول الإنجيل. إن "القوات اللبنانية" هي حزب الإنسان في لبنان".
واستطرد: "إن "القوات اللبنانية" ومن خلال الرعيل الأول في بشري، هي انتماء الى حقبة البدايات الصافية والصعبة في القطارة، في جبهة الشمال، في الفيدار وفي المجلس الحربي، في انتفاضة 12 آذار ضد الهيمنة على القرار المسيحي، وفي عملية 15 كانون الثاني 1986 ضد الإتفاق الثلاثي وضد تشريع الإحتلال السوري للبنان"، مشدداً على أن "القوات اللبنانية" لا يمكن أن تكون إلا حزباً مناضلاً، وتحتاج دائماً الى نبض، الى نفس، الى حماسة، الى تضحية والى روح. وفي الحقبة الصعبة، شكلت القوات دينامية صمود وثبات في كل لبنان، وخصوصاً في بشري وجبّتها".
وتابع: "لقد أرادت "القوات" في بشري منذ البدايات أن تقدم للناس في الأساس خياراً سياسياً جديداً، وأن تكرّس ممارسة سياسية أخرى، وأن تؤكد أنها تنتمي الى الأحلام الكبيرة للناس. وفي جبة بشري ركزت فلسفة القوات على رفض التمييز بين بلدة وبلدة، وسعت الى تعزيز التجذر في الأرض وأرست منطقاً آخر في العلاقة بين بشري والجبّة والبلدة الكبيرة والبلدة الصغيرة. وبالفعل فإن القوات اللبنانية حققت هدفاً لطالما أراده الناس العاديون ، من خلال اختراقها للموقع الرسمي النيابي، بعد أن كانت السياسة حكراً على بعض البيوت وكانت تُمارس في حدود الإطار الضيّق".
وختم: "نحن على أبواب استحقاق إنتخابي، نتطلّع فيه الى أن نجدد تمثيلنا لبشري والجبّة وأن نوسّع تمثيل القوات اللبنانية على المستوى اللبناني، كي تتمكن القوات اللبنانية، في لبنان، وفي بشري، من تحقيق المزيد من الإنجازات وتعزز الموقف السيادي ومسيرة الإصلاح السياسي الشامل".
أما رئيس مركز مدينة بشري المختار فادي الشدياق فقد ألقى كلمة قال فيها: "عندما نقول "بشري"، نقول ذاكرة وتاريخ، نقول صلابة وصمود وعنفوان. من الذاكرة انطلقنا لنرسم التاريخ، تاريخ لا يقبل التشويه ولا التشتيت، وذاكرة لا تنسى من معها ومن عليها، هي ناصعة البياض لا تهادن ولا تساير. فمن كانت ذاكرته مبنية على تاريخ من البطولات سطرها الاجداد والاباء بالعرق والدم، لن ينسى من كان الى جانبه في وقت السلم، في معركة بناء الدولة التي من اجلها استشهد الآلاف"، مشيراً إلى أنه منذ "بداية النضال كان الهدف الاول وطن حر مستقل يعيش فيه الانسان بحرية وكرامة بوجه الانظمة السوداء. صحيح ان الادوات تغيرت لكن التهديد ما زال قائماً، لكن النضال مستمر، بما يتلاءم مع هذه التغييرات. فالدويلة تحاول السيطرة على الدولة، كذلك الفساد والمحسوبية على الشفافية".
وتابع: "دوركم أنتم اكبر من انتخاب نائب لتمثيل محلي، دوركم هو الحفاظ على نموذج الجمهورية القوية في جبة بشري، التي أرسى قواعدها نائبينا ستريدا جعجع وايلي كيروز. والتي ستعمم على مستوى لبنان بفضل نضال وجهود قائدنا رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ابن منطقة الجبة. في وقت السلم ربحنا نائبين من صلب معاناتكم، كانا خير ممثلين لجبة بشري، وفي 6 أيار سنجدد والعهد والوعد، مع فارق هذه المرة، أن أحد أبناء المنطقة هو المهندس جوزاف اسحاق سيمثلها في الندوة البرلمانية، ومثلما وعد الحكيم أبناء منطقته وفى بوعده، وهو السباق الى أخذ المبادرات التي لا يقدر عليها الا كبار رجلات التاريخ".
وختم: "لا تسمحوا بأن يكون صوت أبناء بشري بتكتل الاقطاع او بتكتل الفساد والصفقات. فكونوا على مستوى تاريخكم وذاكرتكم، كونوا صوت الحق بوجه الفاسدين، كونوا من اهل الذاكرة لا من اهل النسيان".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك