فيما يمضي التحالف الانتخابي بين الثنائي الشيعي حزب الله وحركة امل نحو تأكيد التحالف السياسي فيما بينهما، يمكن للمراقبين ان يسجلوا ان اكثرية التحالفات الانتخابية الباقية عبارة عن زواج اما بالمتعة او الحرام لتنطلق منها استقالات واستفزازات لمعظم الاحزاب المتبقية للكوادر والقواعد الشعبية التي باتت في حكم تقديم الاستقالات او الترشح ضد الحزب الذي تنتمي اليه خصوصا وان ملامح معظم اللوائح قد اقترب حسمها مع دنو موعد تقديم القوائم الانتخابية الى وزارة الداخلية، وتشرح مصادر حزبية في كسروان كيف تم تطبيق هذا المبدأ في هذه الدائرة التي تضم قضاء جبيل وفق الخريطة التالية.
اولاً: لم تحمل لائحة التيار الوطني الحرّ المرشحين المناضلين في صفوفه منذ عشرات السنوات والذين خاضوا الانتخابات الداخلية بنجاح انما جاء الخيار يلامس هذه الآلية عن بعد كاختيار روجيه عازار مرشحاً للتيار على لائحة العميد شامل روكز الذي لا ينتمي الى التيار حزبياً انما يحمل من خلال نضالاته حالة عونية يمكن الاعتداد بها وبالاجمال.
يروي الذين خاضوا الانتخابات الداخلية في الحزب بكل مرارة ولكن بصوت منخفض ان ما يجري لا يؤدي بنا الى الخروج من الحزب، انما هناك اعتراضات منها علني وآخر ساكت على وضعيته بناء على تمنيات من رئاسة الحزب، ولكن هذه المصادر لا تخف بعض التململ الحاصل داخل القواعد الشعبية الحزبية والتي انصرف قسم منها ان كان في كسروان او جبيل الى الانضواء تحت راية مرشحين مستقلين داخل اللائحة نفسها ولديها نفس عوني للدلالة على الانزعاج الحاصل منذ اعلان اسماء المرشحين مع العلم انه وفق هذه المصادر الحزبية: "لا شيء نهائي في تركيبة اللائحة بمعزل عن فقدانها ايضاً المرشح الشيعي من جبيل"، والذي لم يتم حسم اسمه حتى الساعة مع استبعاد التعاون مع مرشح حزب الله الشيخ حسين زعيتر والذي يتجه الى خيارات متعددة منها تشكيل لائحة مع مقربين من التيار الوطني او الذي لم تشملهم نعمة التسمية لخوض الانتخابات على لائحته كالوزير السابق جان لوي قرداحي الذين يبدو عازماً على المضي في تشكيل حالة وطنية في بلاد جبيل كما قال في بيان له قبل ايام عدة ويضاف اسم الدكتور بسام الهاشم المعترض على تسمية المرشحين للانضمام الى هذه التشكيلة ولكن وفق هذه المصادر فان حزب الله يبدو حسب آخر المعلومات غير متحمس لضم الهاشم الى لائحته في جبيل انطلاقا من مبدأ عدم ترويس مواقفه تجاه التيار الوطني الى هذه الحدود!!
ثانياً: ان معظم المرشحين على لائحة التيار في هذه الدائرة هم من المستقلين الذي يفرض القانون النسبي الجديد التعاون معهم بغض النظر عن امتلاكهم البطاقة الحزبية او ان يكونوا مقربين من النفس العوني، فالمهندس نعمت افرام ليس بعيداً منذ عشرات السنين عن توجهات ومبادئ التيار الوطني الحرّ منذ ان كان العماد ميشال عون في المنفى الباريسي والكثير من عائلته مقربة ايضا الى هذا التوجه، مما يسهل عليه استحواذ الاف الاصوات من القواعد العونية وهذا غير متواجد لدى شخصيات داخل اللائحة نفسها بحيث يجري الان وبصورة دقيقة العمل على كيفية توزيع الصوت التفضيلي في كسروان وما اذا كان التيار باستطاعته "المونة" على قواعده بتجيير الاصوات بواسطة قسمتها الى هذا المرشح او ذاك.
هذا مع العلم، ان العونيين سيصوّتون للعميد شامل روكز كصوت تفضيلي لانهم يعتبرون ان روكز يمثل روح التيار العوني الذي اصبح اوسع من التيار الوطني الحر واوسع من حركة اي شخص بل ان العميد روكز هو في روحية التيار وكل التيار ينبع عنه.
هذه المصادر لا تستبعد ان يطال خطر الانزلاق نحو هذه الفرضية مما يرتد سلبا على مرشح التيار في كسروان، لان الخيارات ضيقة والصوت التفضيلي واحد لا غير واي تلاعب بتجزئته بين مستقل وحزبي سوف يضع النتائج في مهبّ الريح، على ان هذه اللائحة يواجهها ائتلاف بين حزبي الكتائب والقوات بدأ بالتبلور والظهور الى الضوء يضاف اليها لائحة الوزير السابق فريد هيكل الخازن التي تحاول الحصول على اكثر من حاصل انتخابي بواسطة تحالفاتها من الفتوح مع النائب جيلبرت زوين ومن الجرد مع النائب يوسف خليل وهنا تكمن مشكلة للائحة التيار الوطني والتي تعاني بقية اللوائح من المشكلة نفسها انما في ظل غياب اي خلاف حزبي داخل لائحة الخازن يمكن ان يعطيها قوة تندفع بها لتحقيق حاصل يبلغ 1.6.
في جبيل ومع غياب التوافق حول مرشح شيعي للائحة التيار الوطني وتقدم المرشح زياد الحواط الذي حسم لائحته من جبيل مع الدكتور محمود عواد والمحامي فادي روحانا صقر ومن كسروان مع المرشح شوقي الدكاش وحسب هذه المصادر فان انعدام اي حرد قواتي حتى الساعة داخل الحزب يعطيه قوة لا يستهان بها اقله لناحية الصوت التفضيلي الذي لن توزعه او تعطيه سوى للمرشح الحزبي شوقي الدكاش في كسروان والحواط في جبيل وهذه ثغرة احدثتها القوات اللبنانية في حائط كان مسدوداً لاسابيع مضت ولكن حسب ما يبدو وواضح عادت واستنهضت قواها من اجل الحصول على حاصلين انتخابيين الاول في جبيل والثاني في كسروان.
كيف ترسم هذه المصادر نهائية تقديم القوائم الانتخابية في هذه الدائرة؟
تعتبر ان عدم تقديمها حتى الساعة من قبل اية لائحة الى وزارة الداخلية بمثابة اخفاق في رسم التوافق النهائي للتحالفات خصوصاً ان العميد شامل روكز من ناحيته يكرر دائماً ان اللائحة موجودة ومعلنة "الا اذا حدث طارئ ما" وهذا الطارئ يمكن ان يكون هو العائق امام تقديم القوائم مع ان شفافية روكز لا شك فيها في التعامل مع حلفائه ولكن لا احد حتى الساعة يدرك لماذا ترك الجنرال روكز هذا الهامش وان لم يكن بحدود الخمسة بالمئة ولكنه وفق كلامه يبدو متيقظاً للغاية تماماً عند خوضه اية معركة عسكرية او سياسية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك