هي تظاهرة مليونية قامت في تاريخ الرابع عشر من آذار اجتمعت فيها كل التيارات السياسية بالمواطنين من كل الطوائف والمذاهب مطالبين بخروج الجيش السوري المحتل من لبنان.
ثلاثة عشر سنة مضت على الحدث السيادي النادر، التسمية بقيت والرابع عشر من آذار صارت من دون جسد تنظيمي حاوٍ يحملها.
بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري شكلت ساحة الشهداء نقطة الجذب فأمها الشباب من الحزبيين وغير الحزبيين ونصبت فيها الخيم مطالبين بخروج الجيش السوري من الأراضي اللبنانية. تظاهرة 14 آذار الحاشدة جاءت رداً على التظاهرة التي أطلق عليها "شكرا سوريا" التي نظمتها حركة ما عرف بالثامن من آذار مطالبين ببقاء الجيش السوري. لكن ارادة الشعب تحققت وخرج السوري في 26 نيسان 2005.
حلم 14 آذار بعدها عرف أول انشقاق منه... فخرج التيار الوطني الحرّ وأعلن بعدها التحالف مع حزب الله بما عرف تفاهم مار مخايل عام 2006.
عام 2008 شكل خروج الحزب التقدمي الاشتراكي من قوى الرابع من آذار ضربة جديدة.
وفي عام 2009 جاءت زيارة الرئيس سعد الحريري الى سوريا نتيجة سياسة الـ س. س لتضع 14 آذار امام منعطف مصيري خطير.
الاستحقاق الرئاسي الأخير أحدث انقساماً كبيراً. فمن لقاء جمع الحريري في روما مع الرئيس عون ورفض القوات لهذا التقارب ... الى تقارب قواتي عوني فتقارب بين المردة والمستقبل رفضته القوات ايضاً. انتخب ميشال عون رئيساً للبلاد وشكل الحدث إعلاناً واضحاً لتشتت ما عرف بـ 14 و 8 آذار.
في ضياع 14 آذار على الصعيد السياسي تعدد الوقائع التالية كأسباب مباشرة:
- انسحاب الكتائب من الأمانة العامة لقوى 14 آذار اعتراضاً على رئاسة فارس سعيد المستمرة لها.
- اعتراض مسيحيين مستقلين على هيمنة القوات و الكتائب على القرار المسيحي.
- خلاف حول قانون الانتخاب الجديد.
- بعد بين القوات والكتائب وثم استقالة الرئيس الحريري المفاجئة من السعودية أواخر العام 2017 والهوة الكبيرة التي خلقتها بين تيار المستقبل وحزب القوات. وهكذا تأتي ذكرى الرابع عشر من آذار من دون من يحتفل بها... الا ان روح 14 آذار لا تزال موجودة لدى كثر من القاعدة الشعبية!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك