هنيئاً لنا! على بُعد شهر ونصف من الانتخابات النيابية، البلاد اليوم هي "جمهورية سويسرا الشرق". بالفعل أو بالقول لم يعد مهما، المهم أنّ الإعلانات الإنتخابية للوائح تحمل مشاريع وبرامج تلامس حدود... الأحلام!
يُحاول المرشّحون، خصوصاً البارزين منهم، أن يُنسوا الناخب مشاهد النفايات الممتدة والكهرباء المقطوعة والبنى التحتية المهترئة والبطالة الصامتة... ليقولوا له: "بالفعل مش بالحكي"، و"لبنان جديد ينتظرنا"، و"صوّت لتقرّر" وعبارات تُشعرك للحظة أنك زائر إلى دولة أوروبية وتحتاج إلى مُرشدٍ سياحي لتتجوّل.
من هذه الوعود ما أصبح "نكتةً" على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث يدمج الناشطون الشعارات بصور كاريكاتورية ساخرة.
لم يعد مُضحكاً أو غريباً أن تقرأ وعداً بإنشاء "مترو" يمتد من العاقورة إلى الناقورة إن اقترعتَ بهذا المرشح، أو أن تتأمّل في جسرٍ تسلكه سريعاً للعبور من لبنان إلى قبرص من دون عناء الطائرات أو غيرها.
في قدرة المرشحين للإنتخابات فعل المستحيل، او بالأحرى الوعد يتحوّل المستحيل إلى الواقع، كالتعهد بالعمل على استضافة لبنان كأس العالم في كرة القدم في العام 2026 في حين كادت "تطير" استضافة لبنان بطولة آسيا لكرة السلة لولا تدخّل مرجعيات عليا.
هناك مشاريع مقبولة ويُمكن الحديث عنها والتسويق لها في إعلان اللوائح الإنتخابية، إلاّ أنّ الإقتراع يبقى على الوعود بأحلام لا يراها اللبنانيون إلاّ نائمين.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك