بعد تسع سنوات من الركود، يحاول القطاع السياحي في لبنان النهوض مجددا وسط مصاعب مختلفة في عملية تنشيط الموسم السياحي، كما يقول المعنيون.
فقد عانى لبنان طوال السنوات الماضية انقساما سياسيا حادا نتيجة خلاف أطراف الحكم حول النظرة للأزمة التي عصفت بسوريا، وهي الخلافات التي دفعت العديد من الدول العربية لا سيما الخليجية منها إلى مقاطعة لبنان لفترة ليست بالقصيرة، ما زاد من تفاقم أزمة القطاع السياحي الذي يعتمد بالدرجة الأساس على السياح العرب والخليجيين.
ويعد القطاع السياحي عاملاً أساسياً في الاقتصاد الوطني الذي يعاني من أزمات متلاحقة، وأكثر ما يتمناه المعنيون بالقطاع السياحي اليوم، هو إبعاد كأس الخلافات السياسية عن مصالح لبنان الاقتصادية والسياحية، وإيجاد الحكومة اللبنانية الحلول الجذرية للمشاكل البيئية التي تؤثر على السياحة المحلية اليوم، كملف النفايات وتلوث بعض الشواطىء اللبنانية، لا سيما وأن ما يمتلكه لبنان من عوامل سياحية هامة غير متوفرة في أغلب الدول العربية، سواء لناحية طبيعته الجغرافية ومناخه المميز، والمأكولات وأجواء السهر فيه.
ومع هدوء التوترات السياسية والأمنية ورفع حظر المملكة العربية السعودية سفر رعاياها إلى لبنان سجل القطاع السياحي تحسناً ملحوظاً مع ازدياد عدد السياح الأجانب والعرب.
ويقول نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر لـ"سبوتنيك" إن "الموسم السياحي لعام 2019 أفضل من الموسم السياحي لعام 2018، والتحسن ناتج عن 35% زائد على السائح الغربي الأوروبي خاصة، ورفع الحظر السعودي عن لبنان حسن الوضع بأعداد السياح السعوديين القادمين الى لبنان ولكن العدد ليس على قدر طموحنا وإمكانياتنا ولم نصل إلى أرقام عدد السياح العرب في العام 2009 و 2010".
وأشار إلى أن نسبة إشغال الفنادق في بيروت وصلت إلى ما يقارب الـ 70 و75% وتصل في بعض الأحيان إلى 100% حسب الظروف السياسية.
ولفت الأشقر إلى أن "الوضع السياسي في لبنان يؤثر على قسم كبير من قدوم الأخوان العرب إلى لبنان، لهذا السبب عندما يكون الوضع السياسي مستتب نصل إلى 100%، وفي الوقت الذي يحدث أي خلل سياسي أو أمني يقل أعداد السياح القادمين إلى لبنان".
وأكد أن لبنان يستطيع أن يقدم أي نوع سياحة، سياحة دينية، سياحة ترفيهية، سياحة الأسواق التجارية أو بحر، جبل، أي نوع سياحة موجود في لبنان.
وقال الأشقر إنه "في بلد بهذا الصغر كل أنواع المأكولات الموجودة في العالم موجودة في لبنان وتفتقدها الكثير من الدول، تنوع المطبخ اللبناني الموجود، الأكل الصيني، الياباني، الأوروربي، المصري، أي نوع طعام موجود في مطاعم لبنان على مستوى دولي، بالإضافة إلى موقع لبنان بالنسبة للطقس وقرب البحر من الجبل وبالنسبة إلى المناطق الأثرية الموجودة في البلد، وبالنسبة لنوعية الحياة الليلية الموجودة والغير موجودة بكثير من الدول التي تقع في محيط البحر المتوسط".
TWEET YOUR COMMENT