عاد الجميع إلى الأرض، وإلى النمط الحياتيّ والزراعيّ الذي كان سائداً منذ سنوات طويلة في لبنان، في أوج زمن "كورونا".
يسترجع مدير محطة تل عمارة في مصلحة الأبحاث الزراعيّة إيهاب جمعة، في حديث لموقع mtv، مسار الزراعات التي توالت في لبنان، حيث يرى أنّ "كورونا" أجبَر اللبنانيّين، كما في سائر المعمورة، على العودة إلى الزراعات المنزلية "في الحاكورة"، وأصبح المسؤولون يهرعون لتشجيع حرث الأراضي المتروكة من دون زراعة، والإستفادة منها بهدف توفير الأمن الغذائي".
ويشرح أنّ "الزراعة المنزليّة كانت من أولى مقوّمات العيش للعائلات اللبنانية، سيّما في القرى والأرياف، حيث انكبَّ الأهالي على زرع الحاكورة عند إحساسهم بالخطر الداهم من الجوع، والعوَز الذي قد يقتحم أمن وسلامة معيشتهم"، لافتاً إلى أنّ "التعبئة العامة فرضت على المواطنين النزوح المعاكس نحو القرى والمناطق الجبليّة والرجوع الى العادات السابقة من زراعة الأرض لتأمين الإكتفاء الغذائي بما أمكن".
ويطرح جمعة بعض الأمثلة الزراعيّة التي بدأ اللبنانيون بالعودة إليها، معدّداً:
-تحضير مسكبة من البقدونس، النعنع، الكزبرة، الفجل، الزعتر، الجزر، البقلة (الفرفحين)، الخس، الرشاد.
-إعداد الحفر لزراعة البندورة، المقتي، الباذنجان، الكوسى، البطيخ، اليقطين، القرع، البطاطا، وغيرها من المحاصيل.
-حرص أهالي الأرياف والجبال على الإهتمام بزراعة الأشجار المثمرة من شتى الأنواع، كالتين، الزيتون، المشمش، الخوخ، الكرز، الدراق، التفاح، اللوز، الرمان، الجوز، العنب، السفرجل، والخرمة.
-إعتماد بعض الأهالي على تربية الدواجن لتأمين البيض البلدي الطازج، والإعتماد على تربية المواشي لتأمين اللحم، مثلاً للقورما أو اللحم الطازج.
ويلفت إلى أنّ "للزراعات البعليّة منحى آخر لكونها من الحبوب، والتي كانت بالنسبة لأجدادنا على رأسها لأنّ القمح يُستخدَم لصنع الخبز في المنزل، كالتنور والصاج، وهذا ما يمكن اللجوء إليه حالياً في حال تأزّمت الأحوال الإقتصادية بشكل أكبر في لبنان".
ويختم جمعة: "عودة الأهالي للإلتفات الى أهمية ما كان أجدادنا يعملون، لم تأتِ بالصدفة، بل أمام صدمة قويّة هدّدت الإنسان في صميم وجوده وكرامته خصوصاً في حصوله على الغذاء".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك