قرّرت أن تندّد بالتحرش الجنسي فراحت تتجوّل في شوارع كابول مرتدية درعا حديديا. هذا ما فعلته فنّانة أفغانيّة روت ما حصل معها:
"منذ صغري وأنا أتعرض يوميّاً تقريباً للتحرش والشتائم في شوارع كابول. وكلّما كبرت كان الوضع يسوء.
فكرت أنه آن الأوان كي أتصرف وأناضل وأن أردّ على الشتائم التي يرميني بها الرجال في الشارع. ثم وجدت أنّ الأمر لا يطاق وأنه مرهق. فقرّرت أن أقوم بهذا العمل لأظهر للرجال أنّ سلوكهم مشين وأن يفهموا العذاب الذي تعيشه النساء يوميا.
قمت بهذا الأمر منذ أسبوع، إذ تجولت حوالى الساعة 6 مساء في حيّ مزدحم في كابول. ولم تدم جولتي سوى 8 دقائق.
اعتدت على المرور في هذا الحي يوميّاً وكل النساء هنا يتعرّضن للتحرش.
قبل أن أنطلق توقعت أن يلاحقني حشد من المناهضين وكنت أتضرّع بألا أتعرض للقتل. ولكنني أخطأت الظن فقد بدأ الرجال فورا يتبعونني ويشتمونني. حتى أنّ بعضهم رماني بالحجارة.
ولا أحد فهم المعنى من حركتي الاحتجاجيّة هذه. وكان هناك طفل عندما رأى ما حدث بدأ يصرخ: "إنها تلبس الحديد كي لا يلمسها أحد!"
بعض الأصدقاء والصحافيين الذين جاؤوا معي حاولوا الحؤول بيني بين الحشد عندما تعرضت للهجوم وأخذ بعضهم يلكمني ويركلني. وصاحبتني بعض الصديقات اللاتي قلن لي إنهنّ تعرّضن للمس.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك