عام 1994 كان للبنان فرصة ذهبية لوضع خطة مستدامة لمعالجة النفايات بطريقة جذرية ونهائية... الفرصة كانت مؤمنة من هبة يابانية مخصصة لوضع دراسة بهذ الشان، لكن الحكومات المتعاقبة لم تولي اهمية لهذا الملف.
المهندس الاميركي اللبناني الأصل فؤاد عربيد عمل حوالي 27 عاماً على ايجاد حلول للنفايات في اكثر من 50 مقاطعة اميركية وفي مختلف مدن عالمية... عمله يرتكزعلى انشاء مطامر صحية وفقا للمعايير الموضوعة من قبل وكالة حماية البيئة الاميركية مستخدماً أحدث التقنيات في هذا المجال.
إذاً لبنان اعتمد منذ ذلك الحين على مطمر برج حمود... اننتبهوا جيدا، هل هذا المطمر في لبنان يشبه ذاك المطمر في الولايات المتحدة؟
في لبنان المشهد لا يختلف عن الأمس بل أسوأ، والدولة عاجزة على حل مشكلة النفايات لاعتبارات سياسية أو محاصصاتية. وخياراتها أحلاها مرّ.
ايجاد مطمر صحي في مكان مأهول مسسؤولية صعبة وهذا ما نواجهه في لبنان لعدم ثقة المواطنين بدولتهم وخوفهم من عدم اعتماد المعايير الصحية في المطامر التي ستضرّ بالصحة والبيئة.
ماذا بالنسبة الى الكلفة؟ فمثلا في مقاطعة فار فاكس في ولاية فرجينيا والتي يعيش فيها اكثر من مليون شخص، ان كلفة انشاء محرقة تبلغ500 مليون دولار وكلفة صيانتها تصل الى 30 مليون دولار سنويا، اما كلفة انشاء مطمر فهي 15 مليون دولار ولكن سيضاف اليها 100 مليون دولار كتقنيات وصيانة ويد عاملة, وهذه الكلفة تغطي6معالجة النفايات لست سنوات.
مطمر في دول متقدمة تتحول الى حدائق عامة، وعندنا الحدائق تتحول مكبات عشوائية تشكل قنابل صحية موقوتة في وجه المواطنين.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك