"القضاء على داعش أولويّة" القول للرئيس الأميركي باراك أوباما قبل زيارته الحاليّة الى ألمانيا. إلا أنّ ثمّة فارقٍ بين القول والفعل.
تنحسر أخبار التنظيم تارةً وتعود طوراً. تشعر بأنّ القضاء عليه بات وشيكاً ثمّ تُفاجأ بتوسيع سيطرته. تُطرح الأسئلة الكثيرة حول مصادر تمويله، ومن يستفيد منه، الى درجة التناقض التام.
يقول الخبير في الشؤون الإسلاميّة الدكتور أحمد موصللي أنّ الظهور المكثّف للتنظيم أو احتجابه له صلة باستراتيجيّته الإعلاميّة وبحدّة الهجوم عليه. هو يتحرّك حين يجد نفسَه خارج الإطار الإعلامي، لأن الإعلام هو أبرز الأدوات التي يستخدمها لجذب جماعاته، وله وظيفة مهمّة في هيكليّة عمله.
موصللي يلفت الى أنّ الحرب على "داعش" مستمرّة والقضاء عليه ممكن، إلا أنّه يحتاج الى وقتٍ طويل. وما يجري على الأرض اليوم هو لمنع توسّعه لا القضاء عليه.
"الحرب على داعش لم تبدأ"، يجزم موصللي، والتنظيم يلعب دور المتفرّج في الكثير من المعارك في الميدان السوري، وآخرها ما يجري حاليّاً في حلب، ويستفيد منه التنظيم لأنّه ينمو على حساب التنظيمات المتطرّفة الأخرى، والتي تتساوى، برأيه، في تشدّدها.
ويرى موصللي أنّ البيئة اللبنانيّة الحاضنة للتنظيم ضعفت وباتت ممسوكة من قبل الأمن اللبناني، مشيراً الى أنّ الطائفة السنيّة لها مطالب إلا أنّها لا تبلغ حدّ المواجهة مع الجيش اللبناني أو مع "حزب الله"، والدليل على ذلك استمرار الحوار بين تيّار المستقبل والحزب.
الجماعات المسلّحة تبحث، وفق موصللي، عن أمكنة لتعزيز نشاطها وهي ثلاثة:
مخيّم عين الحلوة، عرسال، والمناطق الشماليّة القريبة من سوريا.
إلا أنّ هذه المواقع مضبوطة تماماً من الجيش ما يمنع التنظيم من التحرّك بحريّةٍ فيها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك