نشرت دائرة العلاقات العامة في بلدية بيروت تقرير المجلس الوطني للبحوث العلمية المرسل من رئيسه الدكتور معين حمزة بتاريخ 28/2/2017، والذي يقترح فيه خبراء المجلس المذكور إقفال الحرج أمام الزوار في فترة المعالجة التي يمكن أن تمتد حتى نهاية شهر حزيران، بسبب إصابة أشجار الصنوبر فيه بمرض فتاك.
وفي ما يلي نص التقرير: "بناء على طلب المجلس الوطني للبحوث العلمي، أجرينا بتاريخ 22 شباط 2017 كشفا ميدانيا على أشجارالصنوبر المصابة باليباس في حرج بيروت، فتبين لنا ان السبب ناتج عن وجود نوع من الحشرات من فصيلة الحفار في جذوع الأشجار المصابة وبكمية لا تقل عن 3 يرقات/10 سم2 وبمراحل متعددة من دورة حياتها.
يعرف هذا النوع من الحشرات بمهاجمة الأشجار الضعيفة (التي تعرضت لنوع من أنواع الStress سواء من جراء التغيرات المناخية أو من العوامل المرتبطة بالممارسات الحقلية) والأشجار الأكثر نضجا والتي هي أيضا في مرحلة اليباس (الشيخوخة) بالإضافة الى تعرضها لتلوث الهواء والجفاف، ما جعلها أشجار ضعيفة عرضة أكثر لهذا النوع من الحشرات.
ونظرا للوضع الدقيق الذي يمر به الحرج من حيث سرعة وكثافة الإصابة وخطر تفاقم المشكلة في فترة زمنية قصيرة، فإن التدخل لمكافحة هذا النوع من الحشرات هو أمر طارىء وينقسم الى مرحلتين:
المرحلة الأولى وهي الخطوات التي يجب اتباعها على المدى القصير في ظل غياب مسح ميداني كامل للأشجار المصابة. ومرحلة أخرى على المدى الطويل لمعالجة المشكلة وتفادي حصول كارثة بيئية تؤدي الى خسارة كامل الأشجار في الحرج.
تتضمن المرحلة الأولى خطة علمية وعملية تهدف الى معالجة سريعة للمشكلة بأقل الأضرار الممكنة:
- استخدام تقيات ال"Endotherapy" في معالجة الأشجار المصابة جزئيا باستعمال مبيدات يتم تحديدها بعد تعريف الحشرات والفصيلة والأنواع. الى حينها، يمكن استخدام المبيدات كال"cyhaiothrin Lambda" شرط أن يتم ضخها في قلب الجذع (القشرة الداخلية) وذلك فقط في حالات اليباس الجزئي والذي لا يتعدى ال50 بالمئة.
- في حال اليباس الكامل أو يباس معظم أطراف الأشجار (75 بالمئة) يجب استخراج كامل الشجرة مع الجذور ونقلها لمعالجتها بعيدا عن الحرج عن طريق الحرق أو الفرم.
- القيام بمسح كامل لكافة الأشجار الموجودة في الحرج ويتضمن هذا المسح إعداد بيانات حول عدد الأشجار وأنواعها خصوصا وان هذا النوع من الحشرات ليس متخصصا وممكن أن يصيب أنواعا مختلفة من الأشجار. من شأن هذا المسح أن يسهل تحديد المناطق ذات الإصابة المتقدمة ويقترح حينها استخراج كافة الأشجار من هذه البقع.
- القيام بدراسات علمية لتحديد أدق لنوع وأسلوب تطور هذه الحشرات ودراسة دورة حياتها والتأكد من عدم وجود أنواع أخرى يمكنها أن تنقل مرض ذبول الصنوبر الناتج عن النيماتودا.
- عند بلوغ اليرقات مرحلة الحشرات الناضجة المتوقع خلال شهر أيار، فإن من شأن ذلك أن يشكل خطرا كبيرا على كافة أجزاء حرج بيروت، حيث بإمكانها أن تطير وتهاجم الأشجار غير المصابة حاليا، مما يؤدي الى استحالة السيطرة على الوضع في ما بعد. فعلى سبيل المثال، تعرضت مؤخرا إحدى الغابات في Salento جنوب إيطاليا لإصابات مماثلة، وحيث ان السلطات قد تأخرت في استدراك المشكلة باكرا، فقد أدت هذه الإصابات الى خسارة الأشجار في الغابة بشكل كامل.
المرحلة الثانية: هي للمتابعة والقيام بأعمال تهدف الى الوقاية وتتضمن دراسات معمقة حول الحرج بمختلف مكوناته وإقتراح حلول بيئية للسيطرة على الوضع في السنوات المقبلة، عبر اقتراح مبيدات بيولوجية يتم تحديدها بعد القيام بالتجارب المخبرية والميدانية بالإضافة الى ممارسات حقلية يمكن اعتمادها للسيطرة على هذه الآفة.
نظرا لخطورة الوضع، وبعد استشارة سريعة لبعض الخبراء العالميين لمعرفتهم الميدانية بهذا النوع من الإصابة، نقترح إغلاق الحرج أمام الزوار على الأقل في فترة المعالجة التي يمكن أن تمتد حتى نهاية شهر حزيران، وذلك حرصا على سلامة الزوار كون المعالجة سوف تتضمن استخدام مبيدات كيمائية تشكل خطرا على الصحة العامة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك