لن يشذّ لبنان عن الصورة التي تنتظر جبهات سوريا ولو ساد القتال السياسي بدلاً من القتال الميداني.
وفيما ستختصر كلمة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مساء اليوم صعوبة المرحلة المقبلة ما جعل البعض يصف كلمته بـ"النداء التاريخي" أكثر منه محطة خطابية، بدا لبنان أنه ينزلق اكثر فأكثر في اتجاه المجهول.
ففي ظل رفضه القبول بأيّ تمديد لمجلس النواب ولو لدقيقة واحدة وحتى ولو كان تمديداً تقنياً لمدة ثلاثة اشهر لمواكبة المرحلة الفاصلة عن 17 أيلول، موعد اجراء الانتخابات، فإنّ الفريق الشيعي يبدو رافضاً في المطلق أيَّ فراغ للمجلس النيابي ولو لثانية واحدة. ويمكن تفسير كلام الوزير جبران باسيل عن واقع جديد بدءاً من 20 حزيران من هذه الزاوية.
وعندها مثلا لا بد من طرح السؤال: هل سيقتصر الفراغ على مجلس النواب أو سيطاول مجلس الوزراء؟ وإذا ما حصل ذلك هل تبقى الانتخابات النيابية في 17 أيلول قائمة، ام نكون دخلنا في طريق آخر؟ وهل اصبحت الظروف الاقليمية مؤاتية للمؤتمر التأسيسي؟
مناسبة طرح هذه الاسئلة أنّ النزاع الاقليمي الذي سيتصاعد والذي سيحمل عنوان استعادة التوازنات الاقليمية سيجد في المآزق الدستورية ظرفاً مناسباً لإنهاء النفوذ والحضور السياسي لهذا الطرف الاقليمي أو ذاك.
من مقالة جوني منير في "الجمهوريّة"
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك