ظُلِمت كارين رزق الله. الظلمُ، هنا، ليس توصيفاً لما كان عليه مصير "هازار" (الشخصية التي جسّدتها) في نهاية مسلسلها الرمضاني "لآخر نفس" الذي انتهت قصّته بحزن وأسى، رغم "منطقية" هذه النهاية. إنّما الظلم الذي نقصد هو ذلك النجاح الباهر الذي حقّقته رزق الله في "لآخر نفس"، بشهادة المشاهدين والنقّاد، وذلك الاندهاش الذي أصاب الناس بالنصّ والحوار والحبكة الدرامية التي أخاطتها، من دون الوقوف عند مهارات كارين رزق الله التمثيلية.
بالرغم من أنّ اسم كارين رزق الله اقترن بالأدوار الكوميدية، في بداية مشوارها التمثيليّ، لكنّها أثبتت في السنوات الأخيرة، وخصوصاً في مسلسلها "لآخر نفس" أنها ليست ممثّلة! ربّما غريب هذا الكلام، إلى حدّ ما، لكنّه حقيقيّ.
بعدما روتْنا رزق الله إحساساً مرهفاً في التمثيل وطاقات تمثيلية خبّأتها ماضياً وكشفت عنها أخيراً في "لآخر نفس"، وبعدما أشبعتنا احترافية وذكاءً في تجسيدها شخصية "هازار"، أثبتت أنها تستحقّ صفة ممثّلة جديرة بالاحترام، من جهة، كونها تخطّت مرحلة تأدية الشخصية وبلغت تقمّصها. وأنها تستحقّ، في آنٍ، أنْ تحظى بصفة الـ "لا ممثلة" نظراً إلى أنها "فشلت" في التصنّع والتكلّف البعيدين كلّياً عن قلب المشاهد الذي ينتظر دوماً لحظةَ "لا تمثيل"... ليستمتع!
أمتعتنا كارين على مدى 31 يوماً بتمثيلها و"لا تمثيلها". أشعلت فينا التفكير العميق بموهبتها التعبيرية تمثيلاً وكتابةً. أدمنتنا على تعابير وجهها، بكائها، "نواحها"، رثائها نفسها وعائلتها الصغيرة.
تعرّضت رزق الله، خلال عرض الحلقات الأولى من المسلسل، لانتقادات من بعض وسائل الإعلام التي عنْوَنَتْ في إحدى المرّات: "كارين رزق الله ترتدي الـ "شورت" صيفاً شتاء!"، في إشارة إلى ارتدائها إياه في منزلها في بعض مشاهد العمل. إلا أن كارين أسكتت هذه الانتقادات بردّ دراميّ واحتراف تمثيليّ. أنْسَت المشاهدين "بلبلة" الـ "شورت" القصير. ألغت صورته من أذهانهم بعناصر أخرى أبرز وأدهى. وخلعت كارين الـ "شورت"...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك