رسمت اللقاءات والاتصالات المتكررة بين وزيري الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون والروسي سيرغي لافروف، على هامش أعمال الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك علامات استفهام كثيرة حول خلفياتها وابعادها، خصوصا بعدما تكررت خلال اقل من 48 ساعة، مثيرة هواجس لدى المحللين السياسيين ازاء ما يمكن ان تتضمنه النقاشات بين عرابيّ التسوية السورية بعد التطورات الميدانية التي صبّت لمصلحة النظام ومدى تأثيرها على العلاقات بين الطرفين.
وفيما افادت الخارجية الاميركية اثر لقاء الاحد المسائي ان الوزيرين اكدا "الالتزام بتجنب وقوع النزاعات، أثناء تنفيذ العمليات القتالية في سوريا، وخفض مستوى العنف، وإيجاد الظروف المؤاتية لتحريك عملية جنيف وفقاً لقرار 2254 لمجلس الأمن الدولي"، كشف محللون سياسيون روس ان بعض التقارير التي تفيد بأن عبور الفرات وتقدم الجيش السوري المدعوم من القوات الجوية الروسية أحبط خططا أميركية في المنطقة، لفرض نفوذ واشنطن وشروطها خلال اتفاق مناطق خفض التصعيد، ما حدا بالولايات المتحدة الى طلب لقاء لافروف للتباحث في المستجدات. الا ان مصادر دبلوماسية مواكبة كشفت لـ"المركزية" ان تسارع وتيرة التطورات الميدانية في سوريا شكّل احد ابرز عوامل الدفع في اتجاه عقد اكثر من لقاء بين رأسي الدبلوماسيتين الاميركية والروسية اللذين وظّفا فرصة تواجدهما معا في نيويورك لمزيد من التنسيق في الملف السوري مع قرب انتهاء مرحلة الحرب وبدء مسار التسوية السياسية. وافادت ان الرجلين اكدا التزام اتفاق حل الازمة بعيدا من تبايناتهما السياسية في شأن أزمة اوكرانيا وتداعياتها، وضرورة رفع مستوى التنسيق العسكري عبر قنوات التواصل المختصة في الميدان تجنباً لأي احتكاكات محتملة عشية ولوج شهر المفاوضات في استانة وجنيف في جولاتهما الجديدة منتصف تشرين الاول المقبل.
وتطرق لافروف وتيلرسون بحسب الاوساط تفصيلا الى مسألة تعرض المعارضة المسلحة المحسوبة على واشنطن لقصف روسي في دير الزور الامر الذي نفته موسكو ، وكان اتفاق على درجة اعلى من التنسيق في هذا الخصوص وتنشيط العلاقة بين الطرفين تجنبا لأي سقطة قد تعيد الامور الى الوراء. واشارت الى ان اتفاقا تم على ضرورة تسريع وتيرة الحل السياسي ووضع الخلافات الاميركية -الروسية على الرّف الى حين الانتهاء من تنقيح مسودة الحل السوري عن طريق الحوار عبر خبراء من الدولتين. ولم تستبعد في هذا المجال ان تكون تطورات دير الزور اخيرا وتقدم قوات النظام مدعومة من الحلفاء وبغطاء جوي روسي نحو البو كمال للإطباق على " داعش" مدروسة وموافقا عليها روسيا واميركيا لتسريع خطوات الحل، حتى انها في رأي الاوساط قد تكون رسائل مزدوجة في اتجاه قوى اقليمية معنية بهدف الضغط عليها عشية انطلاق جولتي مفاوضات استانة-7 وجنيف -6 ، وذلك بالتزامن مع البحث في نشر 1500 عنصر روسي- تركي- ايراني لمراقبة مناطق خفض التوتر الجديدة وسط تحفظات اجنبية على اشراك طهران.
وفي السياق نفسه تلفت الاوساط الى اتفاق وزيري خارجية الدولتين على انسحابات اميركية- روسية متوازنة من بعض المناطق في اطار تثبيت الاتفاقات في ظل حاجة دولية الى تسريع التسوية السورية لتواكب مسار عملية السلام بين اسرائيل وفلسطين الذي تدفعه مصر قدما بخطوات سريعة مباركة دوليا توحي بإمكان احداث الخرق المرجو في اتجاه احياء المفاوضات المتوقفة منذ نيسان 2014.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك