أثار عرض فيلم "القضية 23" جدلاً كبيراً في قاعة العرض داخل مهرجان "الجونة السينمائي"، بسبب موضوعه الذي يناقش خلافاً بين فلسطيني يعيش في لبنان وأحد أعضاء حزب القوات اللبنانية. وخرج معظم الحضور منفعلين بما أثاره الفيلم من نموذج مصغر للخلافات العربية التي تنتج عن سبب تافه، بعد تصفيق استمر لدقائق بعد انتهاء عرضه.
وتكلّم مخرج الفيلم زياد دويري في الندوة التي تلت العرض عن بداية الفكرة، التي جاءت من موقف حدث معه شخصياً وعامل فلسطيني.
وعبّرت النجمة هند صبري عن إعجابها بالفيلم، وقالت إنها فرحت جداً باختياره للعرض في تونس في "أيام قرطاج السينمائية" مطلع شهر تشرين الثاني المقبل، وأوضحت أن وجوده في المهرجان سيثير جدلاً كبيراً حول القضية الفلسطينية.
أمّا السيناريست تامر حبيب، فذكر أنه شديد الإعجاب بالفيلم وأوضح أن الجدل الذي أثاره لا يخصه، ولكن تخصه العلاقة الإنسانية بين أبطاله، فهي من أجمل ما يمكن، وهو فيلم في منتهى الذكاء والمتعة.
وبدورها، قالت الكاتبة ناهد نصر إن الفيلم رائع في التطور الدرامي للأحداث، والمخرج زياد دويري يرد على كل من خونوه على فيلمه الصدمة.
وذكر الممثل المصري محمد فراج أنه خرج منفعلاً جداً من الفيلم، وأوضحت المدونة التونسية نائلة إدريس أنها لا تعرف التفاصيل التاريخية حول الأزمة اللبنانية، لكنه فيلم رائع.
أمّا الممثلة الجزائرية سهلة معلم، فقالت إن معضلة الاعتذار عن جرائم الحرب، هي الأزمة التي يطرحها الفيلم، وهي نفس أزمة الجزائر مع فرنسا التي ترفض الاعتذار عن جرائم الحرب وقت استعمارها للجزائر. وذكرت أن أكثر مشهد أعجبها، عندما يتحدث "طوني" لرئيس الجمهورية اللبنانية، ويقول له "أنت موظف عام تحصل على راتبك من ضرائبي"، موضحة "ما نتمنى أن نجده جميعاً في تعاملنا مع المسؤلين".
وكان الناقد والكاتب الفلسطيني رياض أبو عواد جادل المخرج في الندوة بعد الفيلم، وذكر أبو عواد أن الفيلم نسي المذابح التي حدثت مع الفلسطينيين في لبنان، وأشهرها "تل الزعتر"، وكان رد دويري "أنه ليس ساذجاً". واستمرّ الحوار مشتعلاً خارج قاعة العرض، ولكن الأغلبية خرجت سعيدة بالوجبة السينمائية الدسمة على الشاشة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك