قد تكون دائرة المتن الشمالي الساحة الأمثل لمواجهة سياسية في يوم المنازلات الانتخابية المنتظر في 6 أيار المقبل، بالمعنى الأشمل للكلمة. ذلك أن رأس حربة المعارضة، حزب الكتائب، سيجد نفسه مضطرا إلى الوقوف في مواجهة خصومه التقليديين والمعروفين كالحزب السوري القومي الاجتماعي، إضافة إلى "أحزاب السلطة" التي تقاسمه معقله المتني، وعلى رأسهم التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، إضافة إلى المرجعية المتنية والحالة الاستثنائية التي يشكلها النائب ميشال المر.
وإذا كان العونيون والقواتيون والكتائبيون ماضين في مفاوضات لرسم تحالفاتهم وتحديد مرشحيهم، فإن الأنظار اتجهت في الآونة الأخيرة إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذي أثار لغطا بتريثه في اختيار مرشحه في المتن، الذي يعد من أهم معاقل الحزب في لبنان، علما أن كثيرين يتحدثون عن صعوبة تكتنف تحالفات الحزب، الذي يعتبر الخصم الأول للقوات والكتائب على حد سواء. وكلف، وعلى رغم قتامة الصورة، وبعد منافسة حصر فيها الخيار بين النائب السابق غسان الأشقر، وعضو تكتل التغيير والاصلاح الوزير السابق فادي عبود، رسا الخيار على الأول، في مقدمة لفصل جديد من المنازلات المتنية.
وفي تعليق على القرار ومفاعيله على خريطة التحالفات الانتخابية في المتن، لفت عبود عبر "المركزية" الى "أنني قلت إنني سألتزم قرار الحزب القومي، لكن وجودي في التكتل لن يتغير. غير أن من المبكر رسم الصورة الانتخابية في المتن لأن التحالفات لا تزال مبهمة، علما أن القومي يتجه إلى التعاون مع التيار، وإلا فإن من الأفضل التفاهم مع النائب ميشال المر".
وفي مقابل الاستعداد للإلتقاء الانتخابي مع القومي، لا يزال مد اليد البرتقالية إلى النائب ميشال المر خيارا مستبعدا، في ظل كلام حفلت به وسائل الاعلام عن أن العائق الأهم يكمن في خلاف شخصي بين المر والنائب ابراهيم كنعان، الذي يعتبر ثابتة لا حياد عنها في أوساط التيار، في وقت تشير معلومات إلى فشل المفاوضات الكتائبية أيضا مع المر لاعتبارات عدة. ويؤكد عبود في هذا الاطار أن "التحالف بين التيار والنائب ميشال المر لا يزال متعثرا حتى الساعة، على رغم جهود بذلها حزب الطاشناق في هذا الاطار".
وعن سبب الفشل العوني- القواتي في تشكيل لائحة في المتن لمواجهة القومي والكتائب وسواهما من القوى في المنطقة، لا يخفي عبود أن "الاخفاق في ترجمة تفاهم معراب يعود أولا إلى حسابات سياسية ورئاسية إنطلق الاعداد لها منذ الآن، بما يفسر السعي إلى رفع عدد النواب في مختلف الكتل المسيحية".
وكشف أن ملف التعاون الانتخابي مع الكتائب طرح أكثر من مرة، لكن هذا الأمر لا يمكن أن يحصل في الانتخابات، لأن الشيخ سامي الجميل شق طريق المعارضة ويصر على التمسك بها خيارا انتخابيا، وهو اليوم يوجه أصابع الاتهام في اتجاه واحد، بدليل أنه يعارض خطة البواخر، ولا يطرح أي تساؤل عن سبب عدم العمل بمعمل دير عمار، ويعارض خطة النفايات من دون أن يقدم أي طرح بديل".
ويختم عبود مؤكدا أنه متمسمك بترشيحه، لأنه يريد أن يحمل مشروعا سياسيا يتنخطى الإطار الشخصي ويقوم على مكافحة الفساد والاصلاح الإقتصادي".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك