إذا كانت النسبية المستجدة في القانون الانتخابي الجديد فتحت شهية عدد لا يستهان به من الطامحين للوصول إلى الندوة البرلمانية، بما يفسر بلوغ عدد الترشيحات في الأوساط النسائية رقما قياسيا، وصل إلى 111، فإن من المؤكد أن المجلس الجديد سيكون ذاك الذي سيكرس مفهوم الوراثة السياسية، وإن كانت ظاهرة ألفها الناخب اللبناني، بفعل الأحداث التي عصفت بلبنان على مر تاريخه الحديث، أودت بحياة عدد من القامات السياسية الكبيرة والتاريخية، ودفعت أقاربهم إلى خوض المعترك السياسي، منعا لما يسمى "إقفال البيوتات السياسية".
وفي هذا السياق، تأتي أسماء عدد من المرشحين لخوض غمار منازلات أيّار نذكر منهم: رئيس الحكومة سعد الحريري، (الذي أطلق اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري في شباط 2005 مساره السياسي)، الرئيس تمام سلام (الذي كان والده الرئيس صائب سلام نائبا عن بيروت) النائب نديم الجميل الذي أكمل مسيرة والده الرئيس الشهيد بشير الجميل، بعدما شغلت والدته صولانج المقعد النيابي الماروني في بيروت الأولى عام 2005، النائب جيلبرت زوين (التي ورثت مقعدا مارونيا في كسروان عن والدها موريس زوين) النائب سامر سعادة (الذي ورث المقعد الماروني في البترون عن والده الرئيس السابق لحزب الكتائب جورج سعادة)، النائب كاظم الخير (الذي حل مكان والده صالح الخير في الضنية)، ميريام سكاف (التي انتقل إليها مشعل الكتلة الشعبية بعد وفاة زوجها النائب السابق ايلي سكاف في 2015)، الوزير ميشال فرعون (الذي خلف والده هنري فرعون، وهو أحد رجالات الاستقلال)، النائب السابق فارس سعيد (الذي ورث أحد المقعدين المارونيين في جبيل عن والديه أنطون ونهاد سعيد)، الوزير السابق فارس بويز (الذي يسعى إلى شغل مقعد والده النائب السابق نهاد بويز مجددا)، المرشح جو حبيقة (نجل النائب السابق ايلي حبيقة، الذي اغتيل عام 2002)، المرشح زاهي عيدو (الذي من المفترض أن يحل مكان والده النائب وليد عيدو الذي أودى بحياته انفجار سيارة مفخخة في بيروت في 13 حزيران 2007)، والمرشح ابراهيم عازار الذي يخوض المنازلة الانتخابية على لائحة الرئيس نبيه بري في جزين، للفوز بمقعد والده النائب الراحل سمير عازار، ونقيب الأطباء السابق شرف أبو شرف، وشقيقه جوزف، نجلا النائب الكتائبي الراحل لويس أبو شرف.
الوراثة... "على حياة عينن": غير أن ظاهرة الوراثة السياسية لا تقتصر على العائلات الحريصة على متابعة مسيرة قادتها الراحلين، بل تتعداها إلى عدد من قادة الصف الأول الذين رغبوا في تسليم الأمانة لأبنائهم باكرا، وإن كانت خطوات من هذا النوع، تثير حفيظة بعض الأوساط الشعبية لجهة كون فوز هؤلاء المرشحين مضمونا، بغض النظر عن ضراوة المنافسات التي ستشهدها دوائرهم. ويبقى أبرز هؤلاء المرشحين النائب سامي أمين الجميل (الذي يترشح للانتخابات للمرة الثانية على التوالي)، تيمور وليد جنبلاط، طوني سليمان فرنجية، سامي أحمد فتفت، أمين إدمون رزق، عمر نجاح واكيم، كريم محمد كبارة، رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض الذي تسلم الأمانة من والدته النائبة السابقة نايلة معوض، المرشحة ميشيل جبران تويني، التي تسعى إلى كسب مقعد شقيقتها النائبة نايلة تويني، التي لم تتقدم بطلب الترشح للدورة الانتخابية الجديدة، وكميل دوري شمعون.
مجلس "أهلية بمحلية": لكن، وإلى جانب الوراثة السياسية، يؤكد التمعن في أسماء المرشحين لملء المقاعد النيابية اعتبارا من 6 أيار المقبل أن المجلس المقبل تصح فيه مقولة "مجلس أهلية بمحلية". ذلك أن جلّ أعضائه سيكونون من الأقارب، على مختلف المستويات. وفي هذا الاطار، يبقى العديلان جبران باسيل وشامل روكز المرشحان عن مقعدين مارونيين في كل من البترون وكسروان مضرب المثل، خصوصا أنهما سيكونان إلى جانب نسيبهما النائب آلان عون (إبن شقيقة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون). وتضاف إلى هذين الاسمين اللائحة الآتية: النائبان سامي وإبن عمه نديم الجميل، النائبة بهية الحريري (عمة الرئيس سعد الحريري)، النائب ميشال المر وحفيدته ميشيل تويني، الوزير ميشال فرعون ونسيبه الوزير السابق نقولا صحناوي (اللذين يتنافسان على المقعد الكاثوليكي في بيروت الأولى)، المرشحان العديلان نعمت أفرام وفريد هيكل الخازن، المرشحان جان الحواط وإبن شقيقه رئيس بلدية جبيل السابق زياد الحواط، ميريام سكاف وشقيقها وليم طوق (مرشح تيار المردة في بشري)، وابنة عمهما النائبة ستريدا جعجع، إضافة إلى المرشح ميشال سكاف، إبن عم النائب الراحل ايلي سكاف، والمرشحان منصور البون ونسيبه سيلفيو شيحا (زوجة البون هي عمة شيحا)، والمرشحان نقيب الأطباء السابق شرف أبو شرف وشقيقه جوزف، والمرشحة غادة عيد (إبنة عم النائب ايلي ماروني).
وجوه جديدة: كل هذه الصورة لا تنفي أن القانون الجديد اشعل حماسة عدد من الوجوه الجديدة، لا سيما المعارضة والاعلامية والشابة وصاحبة الايادي البيضاء خدماتياً، إضافة إلى المجتمع المدني للمشاركة في الانتخابات، في محاولة لإنجاز تغيير لطالما نادوا به وسعوا إليه في مواقعهم. ومن بين هؤلاء الوزيرين السابقين زياد بارود والياس بوصعب رئيس بلدية جبيل السابق زياد الحواط، الصحافي نوفل ضو، والزميلات: فيوليت غزال، غادة عيد، راغدة درغام، بولا يعقوبيان وجيسيكا عازار، إضافة إلى عدد من رؤساء جمعيات المجتمع المدني، كرئيسة حزب الخضر ندى زعرور، ورئيسة جمعية "كفى" لمناهضة العنف ضد المرأة زويا روحانا، والأميرة حياة إرسلان وخدماتيا المرشح عن مقعد بعلبك - الهرمل رجل الاعمال طلال المقدسي ونعمت افرام وزياد حواط واسعد نكد.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك