تعتري الغصة قلب مَن يرفض الخروج من لحظة 14 آذار 2005 والتماشي مع 14 آذار 2018. لا وجه شبه بين التاريخين إن في السياسة أو في الوجوه أو الأسماء. يَكاد يعجز مُراقب عن تأمل ساحة الشهداء من بعيد وربطها بلحظة مليونية قلبت المعادلات.
بالنسبة إلى مدير تحرير صحيفة "النهار" نبيل بو منصف، فإنّ "هذا التاريخ غير قابل أن يُمحى من ذاكرة لبنان مهما تراكمت التطوّرات والتغيّرات على المشهد السياسي، تماماً كـ22 تشرين الثاني 1943 تاريخ إعلان الإستقلال".
رغم الغصّة، يُصرّ الصديق الأقرب إلى الشهيد جبران تويني، لموقع mtv، على أنّ "تاريخ الإستقلال الثاني عاصٍ على الزوال وهو جزء لا يتجزّأ من التاريخ الحديث اقتلع فيه اللبنانيون الإحتلال السوري وتغلّبوا على عهد أسود قاتم".
يرفض كلمة "ينعاد عليك" لما تحوّلت إليه الذكرى، معتبراً أنّ "14 آذار 2018 يعبّر عن هزيمة وتخاذل عن الإستمرار في المشروع السيادي الكبير الذي رُسم في تلك المحطة الإستثنائية، ما أدى إلى اختلال في موازين القوى خاصة بفعل غياب جبهة سيادية بحجم هذه المرحلة"، لافتاً إلى أنّ "أنظار شعوب العالم صبّت حينها على بيروت ونجحت هذه الحركة حينها في استقطاب دعم دولي واسع باتجاه لبنان".
ولدى الحديث عن انتخابات أيار القادمة، يختصر بو منصف المعركة الإنتخابية بـ"غير المتساوية عندما نكون أمام فريق مشتّت وغير متمساك مقابل آخر مرتاح ومُدرك مكامن اللعبة جيّداً"، واصفاً النسبية مع الصوت التفضيلي بـ"أبشع قانون في تاريخ الإنتخابات اللبنانية والذي لن يؤدّي إلاّ إلى مشهد فوضوي بعد 6 أيار".
ومن نبيل بو منصف إلى مَن نزل يوماً إلى الساحة وحرّر كلمات وجدانية: "أنتم الصامدون في الإستقلال والحرية والسيادة، ولأرواح الشهداء جميعاً التحيّة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك