لا تحتاج المعركة الانتخابية في الجنوب الى الكثير ليتبين أن المواجهة الانتخابية في دائرة الجنوب الثالثة تختصر المنافسة القاسية التي تسجل على محور بارز بات جلياً للعيان وهو بين حركة «أمل» و«التيار الوطني الحر» وذلك على الرغم من أن ست لوائح تتنافس على المقاعد الانتخابية الـ11. وتوضح مصادر سياسية متابعة في هذه الدائرة أن الخلافات السياسية التي امتدت على مساحة قرى وبلدات الدائرة الثالثة ما بين الاحزاب المشاركة في السلطة من جهة ومعارضيهم السياسيين وممثلي المجتمع المدني من جهة أخرى، دفعت الى خلط الاوراق في الترشيحات واللوائح وفي تعزيز الانقسامات سواء ما بين «المستقبل» و«الثنائي الشيعي» او بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» و«الثنائي» أيضاً في موازاة التباعد بين الحزب الشيوعي اللبناني وحزب «الانتماء اللبناني» وهيئات المجتمع المدني.
وبالتالي تقول المصادر السياسية أن أكثر من طابع يغلب على عملية التعبئة السياسية والحزبية الجارية في هذه الدائرة حيث أن عناوين الفساد والشفافية تشكل شعارات مرفوعة ولكن ليس على حساب الشعارات السياسية المرتبطة بصحة التمثيل وتنوعه والحفاظ على الطابع الديموقراطي الذي يتيحه القانون الانتخابي الجديد للاستحقاق الانتخابي النيابي. ولذلك فان النقمة في بعض القواعد الشعبية على الازمات المتراكمة على امتداد الجنوب وليس فقط في الدائرة المذكورة، تعتبر مادة دسمة في الحملات الانتخابية خاصة وأن كل الاطراف المتنافسة تكاد تمتلك خطاباً سياسياً موحداً لجهة المقاومة ومواجهة الارهاب التكفيري والعدو الاسرائيلي، اذ تلفت المصادر المتابعة الى أن العنوان الاقتصادي يحضر بقوة في بعض الحملات الجارية وخصوصاً من قبل مرشحي الحزب الشيوعي وهيئات المجتمع المدني ولو انهم منقسمون في أكثر من لائحة نتيجة الخلافات على النفوذ والقرار في كل لائحة من اللوائح الثلاث التي شكلوها عبر انقسامهم هذا وتشتت جهودهم، مع الاشارة الى أن هذه الانقسامات تزيد من حظوظ اللائحة الابرز وهي لائحة «الثنائي الشيعي» بالدرجة الاولى في الجنوب الثالثة.
ويبلغ عدد الناخبين في دائرة الجنوب الثالثة نحو300 ألف ناخب موزعين في مرجعيون - حاصبيا:16 ألفاً وفي النبطية: 15 ألفاً وفي بنت جبيل: 146685 ألف ناخب فيما تضم الدائرة 11 مقعداً، وتتنافس ست لوائح هي كالآتي: «كلنا وطني» و«شبعنا حكي» لممثلي المجتمع المدني و«اليسار الديموقراطي» و«القوات اللبنانية»، و«صوت واحد للتغيير» التي تضم مرشحي الحزب الشيوعي ولائحة «فينا نغير» لتيار «الانتماء اللبناني» و«الامل والوفاء» المدعومة من «حزب الله» وحركة «أمل» ولائحة «الجنوب يستحق» التي تضم مرشحين من «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل» و«اليسار الديموقراطي». ولفتت المصادر المتابعة الى أنه على الرغم من أن بعض هذه اللوائح غير مكتمل ، فان القدرة على تحقيق اختراقات في صفوف لائحة «الثنائي» كما يسميها البعض في هذه الدائرة، ولكن هذا الواقع لا يلغي أن المعركة لن تكون سهلة أمام «الثنائي الشيعي» الذي ينشط في القرى والبلدات لاعداد الميدان وتعبئة قاعدته خاصة وأنه ينطلق من ماكينة انتخابية متخصصة وقادرة على تأمين كل الامكانات اللوجستية المطلوبة من أجل تحقيق الهدف المطلوب على صعيد توزيع الاصوات التفضيلية على مجمل أعضاء لائحته من أجل منع أي خرق من اللوائح التي تضم مرشحين بارزين حزبيين ومدنيين.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك