صحيحٌ أنّ السباق إلى مجلس النواب قد انتهى، لكنّ سباقاً أكثر ازدحاماً تشهده الكواليس السياسية في هذه الأيام. إنها "زحمة" الأسماء التي تُريد توزيرها من قبل هذه المرجعية أو تلك القيادة.
لا شكّ أنّ صعوبات متوقّعة ستعرقل تشكيل الحكومة القادمة، إن صحّت الأحاديث والتحليلات. لكنّ خلف المشهد الإعلامي مَن يشدّ الحبال باكراً لضمان مقعدٍ وزاريّ في "حكومة العهد الأولى" كما يحلو لأهل العهد تسميتها.
كثيرون يُريدون. كثيرون يسعون بشدّة ولا يوفّرون اتصالاً أو اجتماعاً أو تكريماً أو موقفاً إيجابياً إلاّ ويقومون به. في النهاية 24 أو 30 وزيراً سيجلسون على طاولة أصحاب المعالي بينما سينتظر الساعون 4 سنوات أخرى إن لم يقع مستجدٌ، بمعنى أزمة طارئة.
باتت الوزارات في لبنان كأشجار الفاكهة. "الشهيّة" على وزارات سياديّة مفتوحة بين الأحزاب الرئيسة في البلاد، كأنها طبقٌ فاخر ليس من السهل تناوله. الوزارات باتت تعبّر نوعاً ما عن أسلوب العمل وطبيعته لدى القوى السياسية، بحيث أنّ النشاط الوزاري إمّا يحصد مزاجاً إيجابياً وإمّا يُصبح مادّةً للتجاذب السياسي عند كل مناسبة.
عسى أن تولَد حكومةٌ مؤهَّلة بالشكل والمضمون لحمل الأوزار التي يتخبّط بها المواطن.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك