تابعت، في الأيّام الأخيرة، ما كتب حول مسألة سخرية أحد الشبّان، ومعه زميلة، من القدّيس شربل. أدرك بأنّ من يملك رأياً له صلة بموضوع مرتبط بالدِّين يصعب كثيراً تعديله، وحتى مناقشته. ولكن، لا بأس في المحاولة.
سألتُ ضيفي الأب طوني خضرا، في برنامج "بيروت اليوم" على شاشة mtv قبل أيّام: "هل من فساد في الكنيسة؟". مجرّد طرح السؤال ينطلق من شكّ. الكنيسة ليست فوق الشبهات ولا بمنأى عن الانتقاد. هذه قناعة. ولكن، من الخطأ المزج بين سلوك رجال دين والإيمان.
هناك مئات المواضيع المتوفرة لمن يرغب بالكتابة والتعليق والتسلية والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، غير قصص القدّيسين والأنبياء وما يرتبط بهم. لا يرتبط الأمر بأنّ الكتابة في هذه المسائل هي "تابو" أو من الممنوعات. أبداً. لن ينقص شيءٌ من مار شربل إن شُتم أو سُخِر منه. ولكن، ماذا لو قام أحد الحريصين على هالة القدّيس، وهؤلاء كثر وبعضهم من منطلق تعصّبٍ دينيّ لا إيمان، وشتم النبيّ محمد، ثمّ عاد ثالثٌ وانتقم لنبيّه بشتم السيّد المسيح، وهكذا دواليك؟
هل نتحمّل، في لبنان، ترف التعبير عن الرأي في الأمور الدينيّة بينما تهدِّد مباراة في كرة السلّة السلم الأهلي؟
حريّة التعبير مقدّسة، ولكن وحدها المسؤوليّة قادرة على حمايتها. ولا يجوز تجريم شربل خوري، صاحب التغريدة الساخرة. فعلته تعبير عن قلّة مسؤوليّة، وليست جرماً. واللا مسؤوليّة الأكبر، الى حدّ السخافة، في بعض من يفترض بهم صناعة رأي عام، فإذ بهم ينحدرون الى التفاهة في التعبير. مثلٌ على ذلك تغريدة إحدى الإعلاميّات عن "الإيمان".
كفانا بحثاً عن اللامألوف في التعبير. الإلحاد خيار يجب أن يُحترم، تماماً كما الإيمان مع ممارسة الشعائر الدينيّة أو من دونه. الحريّة من دون احترام خطأ. وهنا، ببساطة، يكمن خطأ شربل خوري...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك