نكاد ندخل العتمة، ولا نتحدث هنا عن الكهرباء، بل عن حال الناس في ظلّ وضعٍ اقتصاديّ يزداد سوءاً. كأنّ البلد في نفقٍ، ونحن نمشي بحثاً عن نورٍ ومخرج، فلا نجد. هل نبلغ الانهيار؟ هناك من يطمئننا نفياً. هل ننهض من جديد، قريباً؟ ما من أحدٍ يجرؤ على التبشير بذلك. ولكن، هناك من يحاول، أقلّه. وهناك من اختار إضاءة الشموع، بدل لعن الظلام، ما دام القضاء على التقنين الاقتصادي صعب المنال الآن...
ستتّجه الأنظار لبنانيّاً، في ظلّ مرحلة تصريف الأعمال، الى لندن في الأسبوع المقبل. بعد "سيدر" الذي نجح، من دون أن يجد طريقه الى التطبيق في ظلّ تعثّر تشكيل الحكومة، يظهر أملٌ جديد، من العاصمة الإنكليزيّة هذه المرة.
فإلى هناك ستصل شخصيّات لبنانيّة عدّة، على رأسها رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، للمشاركة في مؤتمر يُعقد في ١٢ كانون الأول الجاري. ويحمل المؤتمر همّ الحصول على استثمارات في أكثر من قطاع، من الكهرباء الى النفط والغاز والبنى التحتيّة والطرقات وغيرها، بالإضافة الى تفعيل موضوع الشراكة بين القطاعين العام والخاص الذي سيشكّل أحد أبرز تحديات الحكومة المقبلة.
ويشارك في المؤتمر، الى جانب الحريري، الوزيران سيزار أبي خليل ورائد خوري والنائبان ابراهيم كنعان، الذي كان سافر الى لندن منذ أسابيع للتحضير للمؤتمر وهو سيلقي كلمة فيه انطلاقاً من تجربته الإصلاحيّة في لجنة المال والموازنة النيابيّة، وياسين جابر وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وغيرهم من الشخصيّات، في حين يسجَّل غياب وزير المال علي حسن خليل.
وتكمن أهميّة المؤتمر في المشاركين فيه، من حكومات ومؤسسات دوليّة، بالإضافة الى القطاع الخاص، علماً أنّ التركيز فيه سيكون على الإصلاحات المطلوبة للنهوض بالاقتصاد اللبناني.
أملٌ جديد للوطن إذاً من لندن، ما أحوجنا إليه في هذه المرحلة. فصيت الضباب مناخيّاً للندن وفعل الضباب اقتصاديّاً للبنان...
ملاحظة: يمكنكم متابعة الفيديو المرفق الخاص الذي يلخّص، في دقيقة، المؤتمر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك