أكّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انّ "لبنان يعاني اليوم من حالة تعثّر داخلي ومن الانعكاسات السلبية لملف النازحين".
وقال في كلمة له خلال استقباله أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في لبنان: "من موقعي كرئيس للجمهورية أعمل جاهداً للحفاظ على الخيارات الوطنية الكبرى التي صانت الوطن منذ عقود وحفظت صيغته ونظامه الديمقراطي وروح التعايش بين أبنائه".
ولفت الرئيس عون الى انّ "جوهر الديمقراطية اللبنانية قائم على التوافق قبل أي شيء آخر ومن هذا المنطلق نعمل على تحقيق توافق واسع وتام من أجل البت بتشكيل الحكومة العتيدة بالشراكة مع رئيسها المكلف"، معتبراً انّ "تجارب الماضي تظهر أن هذه العملية كانت تتطلب وقتاً ومشاورات واسعة لأنها لم تقم على أسس ومعايير واضحة ولكن اليوم وبعد اعتماد القانون النسبي ما كان يجب أن تطول لو اعتُمد منذ البدء معيار عدالة التمثيل الذي يجب أن يكون الحكم في أي خلاف".
وأشار الى انه "فيما العالم مبادر الى الوقوف بجانبنا دعوتي الى الجميع لتحمّل المسؤوليات والارتقاء الى مستوى التحديات فنواجهها معا ونعلي بنيان وطننا معيدين اليه تألقه الاقليمي والدولي ومطلقين فيه ومن اجله من دون تردد نهضة جديدة يستحقّها ابناؤنا وهم امانة الحاضر للمستقبل".
من جهة أخرى، قال الرئيس عون: "منذ حوالي 17عاماً انطلقت حرب دولية تحت شعار محاربة الإرهاب وإرساء الديمقراطية والحرية تأثرت بشعاراتها بعض شعوب منطقتنا فانخرطت فيها بشكل أو بآخر"، مضيفاً: "على مدى سنوات اتسّعت هذه الحرب مشعلةً دولاً عديدة في الشرق الأوسط مفجّرة إياها من الداخل ومرسلة شظاياها في كل اتجاه".
وتابع: "اليوم يحق للشعوب التي دفعت الأثمان بأن تسأل: "هل أزهر الربيع في مجتمعاتنا وأوطاننا؟ هل صار العالم أكثر عدالة وأكثر حرية؟" للأسف لقد نما الإرهاب وتوسّع وتمدّد نشاطه ليشمل القارات الخمس"، متسائلاً: "العدالة الموعودة والحرية المنشودة أين نبحث عنهما؟ هل في ضياع القدس؟ أم في صفقة القرن التي ستسرق من الفلسطينيين أرضهم وهويتهم؟ أم في مخيمات النازحين السوريين التي يسعى العالم لإبقائهم فيها؟ أم في التهجير الجديد لمجموعات بشرية والتحويل الديمغرافي؟".
وأكد الرئيس عون انّ "لبنان من الدول التي حملت ولا تزال أثقل الأعباء من تداعيات حروب الجوار وتدفق النازحين السوريين وصحيح اننا استطعنا تحرير أرضنا من الإرهاب وقضينا على معظم خلاياه النائمة وضبطنا الأمن لكن أزمة النزوح لا تزال تلقي بثقلها من كل النواحي
الرئيس عون: مساحة وطننا وبناه التحتية وموارده المحدودة عاجزة عن تحمّل هذه الزيادة السكانية التي باتت تهدّد مجتمعنا فلبنان بلد هجرة وليس بلد استيطان ولا هو سوق مفتوحة للعمل".
ورأى الرئيس عون انّ "موقف المجتمع الدولي لا يبدو واضحاً حيال العودة لا بل ما يرشح من مواقف لا يبدو مطمئنا من محاولات ربط عودة النازحين بالحل السياسي الذي قد يطول الى الحديث عن العودة الطوعية مع عدم تشجيع النازح عليها بل على العكس إثارة قلقه حيالها وأخيرا الدعوة لإبقاء النازحين بأماكن وجودهم وتأمين العمل لهم".
وأضاف: "نخشى أن يكون ذلك الإصرار مخططاً لتهجير من أمكن من اللبنانيين تسهيلاً للحلول الغامضة والمشبوهة التي تلوح في الأفق وهنا نسأل: هل قُدّر للبنان أن يدفع أيضاً أثمان الحلول والسلام في المنطقة كما سبق له ودفع أثمان حروبها؟".
وأشار الرئيس عون الى انّ "التهديدات الإسرائيلية والضغوط المستمرة والحلول الغامضة وما تحمله من صفقات بالإضافة الى ضرب الهوية الجامعة للأرض المقدسة عبر اعتماد القدس عاصمة لإسرائيل كلها إشارات منذرة بالخطر ولا تنهي الحروب القائمة بل تؤسس لحروب جديدة"، مشدّداً على انّ "السلام لا يقوم بضرب الحقوق المشروعة للشعوب السلام لا يقوم بالتلاعب بالديموغرافيا وتغيير معالم الدول جغرافياً واجتماعياً والسلام لا يقوم بالإمعان في العنصرية ورفض الآخر".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك