يغادر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بيروت ليحطّ مكانه المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، وما بينهما من لقاءات يقوم بها الأمين العام لجماعة الدول العربية احمد ابو الغيط، بما يوحي بوجود توازن اقليمي على الساحة اللبنانية، قبيل ساعات من نيل الحكومة الثقة.
وقد اشار مرجع سياسي الى ان عودة لبنان ليكون ساحة تجاذب، هو سيف ذو حدّين الامر الذي قد يؤدي الى اشعال حرب على الارض اللبنانية او الى إحداث توازن واستقرار...
الاتجاه نحو الاستقرار
وذكر المرجع عبر وكالة "أخبار اليوم" ان التوازن الذي كان قائما قبل انفراط عقد اصطفافي 8 و14 اذار من خلال التسوية الرئاسية التي لم تؤدِّ الى الحد الادنى من مستلزمات استمرار الدولة، حيث عدة نتوءات ظهرت من خلال الممارسة ابرزها تأخير تأليف الحكومة، وتأجيل بعض الملفات لا سيما تلك المتعلقة بالتعيينات... وكأن تسوية العام 2016 لم تنجح في حسم كل الامور المتعلقة بالحياة اليومية للمواطنيين.
وفي هذا السياق، اعتبر المصدر انه في حال كان الاتجاه نحو الاستقرار فان الافراج عن الهبات والقروض المخصصة للبنان من خلال مؤتمر "سيدر"، سيكون قريبا، كما ستفتح الطريق امام عدد من المؤتمرات الخاصة بلبنان من اجل زيادة جرعة الدعم، لكن في المقابل هناك شروط مطلوبة من اركان الدولة الذين "بمعظمهم يوالون ايران وحلفاءها في المنطقة".
تلمّس الخطورة
وردا على سؤال، اعتبر المرجع ان المسؤولين اللبنانيين بدأوا يتلمّسون خطورة ترجيح كفّة ايران في المنطقة على حساب الخط العربي وتحديدا المملكة السعودية، وقد تجلى الامر بالامس من خلال غياب وزير الخارجية جبران باسيل عن استقبال نظيره الايراني، وكان سبق الامر اشارة واضحة وجهها حزب الله من خلال توزير احد الشيعة المقربين منه دون ان يكون من حاملي البطاقات.
واضاف المصدر: كل الاطراف بمن فيهم حزب الله، يدركون ان هناك اتجاها لشل حركة الميليشيات الشيعية في العالم العربي. انطلاقا من معادلة واضحة مفادها ان اضعاف ايران يعني اضعاف الميليشيات التابعة لها، الامر الذي سيؤدي في فترة قد تكون قصيرة الى وقف التمويل لحزب الله، والامر ايضا سيكون له انعكاسات على الساحة اللبنانية بدءاً من البيئة الحاضنة له.
دخول اللعبة
واذ اشار الى انه على الرغم من خشية عودة لبنان ليكون ساحة او صندوق بريد لتبادل الرسائل، قال المصدر: تتسارع خطوات تحصين الوضع الداخلي من خلال مجلس وزراء متماسك مع بعضه البعض، كما يظهر ان الحزب يتلقف هذه الرسائل الدولية بكثير من الحنكة
اولى مبادراته وترجمته واستيعابه لما يدور في المنطقة وتحديدا بين الروس والاميركيين هو تعيين جبق في وزارة الصحة. وختم المصدر: حزب الله سيدخل في اللعبة تدريجيا، فقد وضع ما يريده من مكتسبات على الطاولة، بعدما اخذ جزءا منها، وهو بالتالي اذا لم ينل الجزء الثاني منها فانه يستطيع ان يحصّن دوره ضمن التركيبة اللبنانية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك