رعت نائبة رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية السيدة رندة عاصي بري اليوم، احتفالا في المقر الرئيسي لإدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية "الريجي" في الحدت، بتوزيع الشهادات على 100 فتاة من أبناء مزارعي التبغ، شاركن في دورات لتمكين المرأة نظمتها "الريجي" في عدد من بلدات البقاع والجنوب والشمال، بالتعاون مع برنامج "سبرينغ بورد" البريطاني.
وحضر الاحتفال رئيس "الريجي" مديرها العام ناصيف سقلاوي وأعضاء لجنة الإدارة في "الريجي" المهندسان جورج حبيقة ومازن عبود والدكتورعصام سلمان والمديرة التنفيذية لـ"سبرينغ بورد" كارين دالي غرابي ورئيسة معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي لمياء المبيض بساط ومفوضة الحكومة لدى "الريجي" ميرنا باز، وعدد من رؤساء البلديات ورئيسات الهيئات النسائية والاجتماعية.
واستهلت بري كلمتها بـ"أطيب الأمنيات" عشية عيد الأمهات "للأم اللبنانية بشكل عام وللأم العاملة في حقول التبغ بشكل خاص التي يستوطن في قلبها الحب و يبدأ يومها من أول الشمس إلى آخر القمر و هي تجمع الألوان لأحلامنا".
وقالت: "من الصعوبة ونحن في مقام حكاية هذه الشتلة التي تختصر حكاية الإنسان مع أرضه وحقله ولقمة عيشه المرة، أن نقفز فوق الصورة الحقيقية التي يمثلها هذا القطاع الإنتاجي الذي يقدم صورة مثالية في التكافل الإجتماعي والتضامن العائلي وفي الوحدة الوطنية، فهو قطاع عابر للطوائف والمذاهب و المناطق وكاسر لكل الإصطفافات السياسية، والعاملون فيه من مزارعين إلى إدارة حصر التبغ و التنباك إلى مستثمرين يعيشون في بوتقة وطنية واحدة من الجنوب إلى أقصى الشمال في عكار وصعودا إلى البقاع والهرمل".
وأضافت: "إن هذه الفعالية التي تقدمها إدارة الريجي اليوم تحت عنوان تمكين المرأة، بقدر ما تمثل خطوة نوعية ونموذجية في العمل المؤسسي الذي يحاكي إحتياجات إقتصاد الوطن وتقدم الإنسان، هي أيضا خطوة تسقط من ذاكرة اللبنانيين ومن ذاكرة مزارعي التبغ صورة بشعة من تاريخ العلاقة التي سادت بين مزارعي التبغ و الريجي منذ مطلع عشرينات القرن الماضي وحتى أواخر الثمانينات".
وحيت بري "إدارة الريجي مديرا عاما وأعضاء مجلس إدارة وموظفين، على عملهم الدؤوب في تطوير وتحديث هذا القطاع وتحويله من إدارة إحتكارية إلى مؤسسة ذات جدوى إقتصادية وعنوانا من عناوين التنمية البشرية المستدامة ونموذجا يقتدى به للقطاعات المنتجة التي تمثل حاجة للوطن واقتصاده وليس عبئا ثقيلا عليهما". وذكرت بـ"الدور الطليعي والضامن لحماية هذه الزراعة وتطوير هذا القطاع الذي لعبه و لا يزال رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لطالما أكد في أكثر من مناسبة بالقول إن زراعة التبغ مثلت ولا تزال تمثل زراعة الصمود بوجه الحرمان والإحتلال والعدوان وان التنمية الشاملة والمستدامة تتطلب من أي حكومة التعرف إلى مجالات الإستثمار الفضلى في زراعة التبغ وزيادة مساحة هذا القطاع بشريا وجغرافيا".
واشادت بـ"تجربة الريجي في التكافل والتضامن الإجتماعي والتطور الإقتصادي والنجاح في تصليب العلاقة بين الرجل والمرأة وتمكينهما على قدم المساواة في كل ما يصنع حياتهما في مختلف المجالات".
وإذ قالت إنها بدأت تلمس "صدق النيات لدى السلطات المعنية حيال مقاربة قضايا تمكين المرأة مقاربة جدية"، دعت إلى "تعميم انموذج إطلاق البرامج التوعوية والإرشادية في المؤسسات العامة وفي الوزارات حول مفاهيم تمكين المرأة بكل ما تمثله كلمة تمكين من شمولية و أبعاد على غرار ما تقوم به إدارة الريجي".
وشددت كذلك على ضرورة "ترسيخ وتعزيزالاقتناع لدى كل صناع القرار في لبنان بأن لا مفر ولا مناص من الإقرار بضرورة الإلتزام بمبدأ الكوتا النسائية في أي قانون إنتخابي مقبل واعتبار هذا المبدأ بمثابة حجر الزاوية للمباشرة في تنفيذ آليات التمكين الحقيقي للمرأة".
ولفتت "عناية الحكومة نحو أهمية إيلاء مشاريع التنمية الريفية وضرورة دعم أي برنامج متصل بهذا العنوان"، مشددة على ضرورة "دعم وتأمين كل المستلزمات لتطوير قطاع زراعة التبغ والتنباك في لبنان والذي يوفر ما يقارب 40 ألف فرصة عمل من عمال ومزارعين وموظفين، أي ما يوازي إستفادة 300 ألف مواطن من هذا القطاع" .
ووصفت بري في ختام كلمتها حكاية التبغ بأنها "حكاية المرأة والإنسان مع أرضهما وحقلهما، حكاية هذه الشتلة المرة التي هزمت آلة الموت والدمار الإسرائيلية".
أما سقلاوي، فاشار في كلمته إلى أن "الريجي" تضم أكثر من 350 امرأة. ولاحظ أن اسم السيدة بري "اقترن لسنوات طويلة بدعم المرأة وتمكينها، وكانت اول من رفع الصوت عاليا لتغيير واقع المرأة اللبنانية، حاملة الوجع النسائي، ومنادية بحقوقها ومساواتها مع الرجل (...) مختزلة المسافات بصفتها عقيلة لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي حول الشعارات الى قواعد ثابتةٍ وساعد في إقرار العديد من القوانين التي تحمي المرأة".
وشدد سقلاوي على أن اهتمام "الريجي" بالمرأة "ليس شعارا موسميا" ينتهي بانتهاء شهر المرأة، "بل هو فعلٌ ملموسٌ، وترجمةٌ عمليةٌ، وايمانٌ راسخٌ بأن تمكين المرأة يعني تمكين المجتمع والاقتصاد معا". وأضاف: "كلنا معنيون بتمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا وعلميا وثقافيا، وبدعمها للحصول على فرص عملٍ عادلة، وبإشراكها في صنع القرارات والسياسات، واقتناعنا تام بأن علينا العمل على مشاركةٍ فعليةٍ للمرأة في رسم مستقبل مجتمعاتنا، فكيف يمكن لمجتمعٍ تشكل فيه النساء نصف سكانه أن يتقدم من دونهن؟".
وأشار إلى أن "الريجي"، ضمن "أهداف التنمية المستدامة التي تسعى من خلالها إلى تحقيق المساواة، تخصص حيزا كبيرا للمرأة، إذ وضعت سياسة لحقوق الانسان تراعي توزيع الفرص بين الجنسين". وإذ كشف أن "نسبة الموظفات في المؤسسة يناهز اليوم 40 في المئة يتميزن جميعهن بالمسؤولية والكفاءة والإمكانات العالية"، قال: "نسعى إلى تحقيق التوازن في هذه النسبة على المستويات الإدارية والقيادية كافة". وشرح أن "الريجي" تطبق المادة 2 من قانون العمل التي تشير الى تحقيق المساواة الفعلية بين الجنسين من حيث التوظيف والتدريب والأجور، وأنها "رفعت عدد أيام إجازة الامومة الى 12 اسبوعا متتاليا،، ولم تنس الآباء فخصصتهم بإجازة ابوة مدتها ثلاثة أيام".
وذكر بأن "الجمعية النسائية التابعة لنقابة عمال وموظفي إدارة الحصر تأسست منذ العام 2009، وهي تعمل على مساندة قضايا المرأة العاملة ونقل صوتها في جميع المحافل والمؤتمرات الدولية والمحلية". وأمل في "أن يكون هذا النموذج معديا ويتعمم على مرافق الدولة والمؤسسات اللبنانية كافة".
واشار سقلاوي إلى أن "هذا الإيمان كان منطلقا لمبادرة "الريجي" إلى العمل على تمكين الفتيات من ابناء المزارعين في الجنوب والبقاع والشمال، ضمن خطتها للتنمية المستدامة، مذكرا بأن هذه الخطة "حصلت على كل رعاية وتجاوب من وزير المال علي حسن خليل".
وقالت المديرة التنفيذية لـ"سبرينغ بورد" كارين دالي غرابي التي حضرت خصيصا من بريطانيا للمشاركة في احتفال التخرج، إن نحو 18 ألف فتاة وامرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا شاركت في برامج "سبرينغ بورد". واعتبرت أن "تمكين النساء والفتيات أساسي لتوسيع النمو الاقتصادي وتعزيز التنمية الاجتماعية". وشددت على أن "تحقيق المساواة بين الجنسين أمر مهم لمختلف الحقول في مجتمع صحي، بدءا من تخفيض مستوى الفقر إلى تعزيز الصحة والتربية" وسواها.
وهنأت "الريجي" على المبادرة إلى تنظيم البرنامج، وأبدت ارتياح "سبرينغ بورد" إلى التعاون مع "الريجي" ونهنىء إدارة حصر التبغ والتنباك على هذه المبادرة والفتيات المئة اللواتي أكملن البرنامج بنجاح".
وختمت قائلة: "إن تمكين المرأة والمساواة أمر حيوي لتحقيق مستقبل متوازن ومتناغم وناجح لنا ولأولادنا. إن ذلك من مسؤولية الجميع".
تجدر الإشارة إلى أن الدورات اقيمت في بلدات دورس (البقاع) والحيصة (عكار) والقصيبة وعيترون وياطر (الجنوب)، وهدفت إلى تعزيز دور المرأة العاملة، من خلال تمكينها من كسب الثقة بالنفس وتقدير الذات والقدرة على إحداث تأثير وتقدم من حولها على الصعيدين الشخصي والمهني، ووضع خطط العمل والموازنة بين الحياة المهنية والعملية.
وساهمت جمعية fiWi برئاسة اسكندر بستاني في بناء قدرات المشاركات في ما يتعلق بإدارة مواردهن المستقبلية واتخاذ القرارات الأنسب المتعلقة بوضعهن المالي.
وتم عرض شريط قصير عن الدورات، فيما تولت رنا كمال الدين تقديم الاحتفال. وأجري سحب قرعة فازت بنتيجته عشر فتيات برحلة سفر وإقامة لعدة ايام إلى تركيا.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك