هكذا كما في الرسم أريدُ أن أتذكّركِ.
بهيّة. مليحة. باهرة. وسيمة. أنيقة. راقية. تحفة. آية. رائعة. نديّة. نبيلة. باسقة. معتّقة. أصيلة. عريقة. نقيّة. طاهرة. أيقونة. متصوّفة. مصلّية. مقدّسة. شاعرة وقصيدة.
من وجع الحبر والتاريخ، حملتِ مفاتيح القلوب على فعل ملائكيّ. وبين الحبّ والموت تركتِ للروح مفاتيح التجليّات الكبرى مشرّعة، مذهولة بفيضٍ من إبهار أجراسك، وقد زاد من وقع إيقاعاتها أرغن بدفق آهاته لطالما انعكس على نهر الأمسيات والحكايات.
الأميرة وقد هوت. الأميرة وقد استسلمت لها العيون والآذان. إبنة الدروب الكبرى المتحدّرة من زمنٍ عتيق. المتوّجة بإكليل الشوك الذي وُضع على رأس المسيح في جلجلته، وقطعة من صليبه ومسامير جسده. المجلوّة باللوحات والزخارف والزجاجيّات الملوّنة والمذابح والسراديب. وإذ حَرَسَ برجها المتهاوي المدينة محاكياً روعة الأحلام، كان أن اختمر فيها التاريخ الفرنسيّ إلى حدّ الأسطورة.
البارحة ليلاً، ومن جحيم البؤس أطلّت ازميرالدا تناجي العذراء، وقد اعتصرت قلبها فجيعة حضاريّة. لا. لا. رجاء لا صرخت. بالذهول والقنوط والحزن الكثير رحت معها نشهد لسقوط ذاكرة إنسانيّة. بالمهابة والشغف العظيم، رحنا نسرد رواية الحسد الثأر الكره الخوف الغيرة الحقد العنف القتل الموت.
بودٍّ عظيم، كان أن التحفت الكاتدرائيّة السماء ليل أمس. البتول. الأحدب قارع أجراسها لجأ إلى السراديب. أما ازميرالدا وأنا وكما عند اعتكار الظلمات يستضيء موقد الحبّ، رحنا ننشد: "لنحيا من أجل من نُحبّ".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك