كتبت جريدة "الأنباء" الإلكترونية:
تعيش المنطقة منذ صباح الأحد تداعيات الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي على سفارة طهران في دمشق، وتغرق بتحليل هذا الرد بشكله ومضمونه وتبعاته على الصراع الحاصل والتسويات المرتقبة، خصوصاً وأنّه تم بعد تواصل إيراني – أميركي عبر سلطنة عمان وتركيا.
يُجمع المراقبون على أن الرد لم يكن بحجم الهجوم، بل إن سقفه كان منخفضاً جداً، لأن معظم الصواريخ والمسيّرات لم تصل إلى أهدافها وأُسقطت قبل الوصول، ثم أن إسرائيل وحلفاءها كانوا على علم مسبق، لكن لهذا الرد المحدود خلفيات وتبعات سياسية وأثمان ستتقاضاها إيران على طاولة التسويات.
انتهى الرد الإيراني بعد ساعات قليلة من انطلاقه، والأنظار تتجه نحو الرد الإسرائيلي، خصوصاً وأنّه على ما يبدو ثمّة إصرار في تل أبيب على الرد، ووفق المعلومات التي توافرت، فإن إسرائيل كانت على وشك الرد على إيران بنفس توقيت الرد، لكن تدخلاً أميركياً ردع الهجوم.
الكاتب السياسي فوزي أبو ذياب يتحدّث عن الرد الإيراني "المحدود"، ويُشير إلى أن مفاوضات إيرانية – أميركية حصلت عبر عُمان وتركيا والعراق ليكون الرد مدروساً ولا يجر المنطقة إلى اشتباك إقليمي لا تريده واشنطن أو طهران، خصوصاً وأن الأخيرة لا تُريد أن تُعطي تل أبيب ذريعة مهاجمتها.
وفي حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، يقول أبو ذياب إن القوة العسكرية الإيرانية تقوم على سلاح روسي وصيني قديم محدّث، لكن هذا السلاح ورغم تجهيزه بأجهزة تحديد مواقع GPS، فإن الدفاعات الجوية الأميركية والبريطانية أثبتت فعاليتها في إسقاط معظم صواريخ إيران.
أما وبالنسبة للرد الإسرائيلي، وهو محور اهتمام المتابعين، يلفت أبو ذياب إلى أن الخيارات الإسرائيلية كثيرة، منها استهداف البرنامج النووي الإيراني، استهداف الداخل الإيراني أو حتى الفصائل الإيرانية في المنطقة، لكن الضغط الأميركي موجود لعدم التصعيد واستدعاء إسرائيل للرد، وبالتالي فإن الضربة قد تكون محدودة.
في لبنان، فإن التصعيد على حاله ليكون سيّد الموقف بين "حزب الله" وإسرائيل، وفي جديد الميدان، قصف الجيش الإسرائيلي مدينة النبي شيت في بعلبك، وعدداً من المواقع في الجنوب، وفي هذا السياق، يتوقع أبو ذياب أن تستمر إسرائيل في ضرباتها وتزيد من فعاليتها دون توسيع الاشتباك ليكون حرباً شاملة.
إلى ذلك، وعلى إثر التوترات الإقليمية، استبدل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي جلسة مجلس الوزراء بجلسة تشاورية بين الوزراء، وتتجه الأنظار إلى مشاركة الوزراء المعتكفين من عدمها.
إذاً، فإن المنطقة على صفيح ساخن جداً قبل موعد التسويات، والتصعيد قد لا ينتهي عند حدود الرد الإيراني، خصوصاً وإذا ما قامت إسرائيل بتصعيد الاشتباك واستهداف إيران بشكل قوي، وبالتالي فإن مصير لبنان والمنطقة مرتبط بالأسابيع والأشهر المقبلة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك