لم يأتِ الاجتماع الانتخابي الذي عُقد امس بين رئيس "التيار الوطني الحرّ" وزير الخارجية جبران باسيل ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا، مطابقاً لمواصفات "تفاهم مار مخايل" الذي اطفأ شمعته الثانية عشرة منذ شهر بعد ان شكّل ولا يزال العمود الفقري للعمل السياسي بين التيار والحزب مع بلوغه اوج مراحله بوصول الرئيس ميشال عون الى سدّة رئاسة الجمهورية بدفع قوي من "حزب الله".
فقبل ساعات من إقفال باب الترشيحات ليُفتح بعده "بازار" تشكيل اللوائح الذي يخضع لعمليات حسابية دقيقة قبل الحسابات السياسية، ذلك ان الصوت التفضيلي "يؤرق" الاحزاب السياسية لجهة ضمّ اسماء الى لوائحها تُشكّل رافعة لها انتخابياً، تتكثّف اللقاءات الانتخابية بين معظم الافرقاء لحياكة تحالفات "الممكن" وفي دوائر محددة.
وعلى هذا الاساس كان لقاء صفا-باسيل امس الذي نجح في استثمار التحالف الاستراتيجي بين الحزب والتيار في دائرتين اساسيتين: بعبدا وبيروت الثانية، غير انه "فشل" في 4 هي بحسب ما افادت مصادر "حزب الله" "المركزية":
1- بعلبك-الهرمل، اذ يصرّ رئيس التيار على ترشيح باتريك الفخري عن المقعد الماروني بعدما وضع الحزب فيتو عليه لاعتبارات عدة، وبذلك تكون لائحتنا في البقاع الشمالي اكتملت مع الابقاء على النائب اميل رحمة عن المقعد الماروني وبعدما حسمنا الكاثوليكي لمصلحة البير منصور اضافة الى المرشّحين الشيعة الستة الذين سبق واعلنهم الامين العام السيد حسن نصرالله اخيراً".
2- زحلة، لان التيار يبدو انه يصرّ على خوض معركتها دون الحاجة الينا، علماً ان المفاوضات بين مختلف القوى السياسية في هذه الدائرة لم تصل بعد الى خواتيمها نظراً لدقّة وحساسية وضع زحلة.
3-البقاع الغربي-راشيا، لان باسيل ووفق مصادر الحزب يشترط الانضمام الى لائحة رئيس حزب "الاتحاد" الوزير السابق عبد الرحيم مراد بمرشحين، ماروني وارثوذكسي، غير ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يرفض هذا الطرح.
4 -اما في كسروان-جبيل فان الطلاق الانتخابي وقع باكراً بسبب رفض باسيل ضمّ المرشّح الشيعي الشيخ حسين زعيتر للائحة التيار لانه من خارج المدينة على حدّ قول باسيل، علماً ان زعيتر يتّجه لتشكيل لائحة تضم اليه شخصيات كسروانية وجبيلية تنافس اللوائح الاخرى.
وختمت مصادر "حزب الله" بالتأكيد "ان الافتراق الانتخابي مع "التيار الوطني الحر" لا يُفسد في ود التحالف الاستراتيجي قضية، ذلك ان "تفاهم مار مخايل" قائم ومستمر وصامد ولن تهزه تحالفات انتخابية ظرفية، وهذا ما اتّفق حوله صفا وباسيل".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك