مع اقتراب انتهاء مهلة تشكيل اللوائح في 26 الجاري، لا يزال البازل الانتخابي في دائرة الشمال الثالثة (البترون-الكورة، زغرتا، بشري)، ضبابيا نظرا الى حساسية الحسابات السياسية والرئاسية في الدائرة التي تعتبر الانتخابات فيها بمثابة استفتاء شعبي لأقطاب الشارع الماروني. وبحسب آخر المعطيات الانتخابية في الدائرة، رست التحالفات على الشكل الآتي: لائحة منفردة لكل من التيار الوطني الحر، والقوات اللبنانية (بانتظار قرار المستقبل)، لائحة ثالثة تجمع "الكتائب" مع المجتمع المدني، ورابعة تضم تحالف "المرده"، "القومي" والنائب بطرس حرب، التي يشير متابعون للشأن الانتخابي لـ"المركزية" الى أن تغييرا قد يطرأ عليها بعد أن كانت شبه محسومة، إذ أن مقعد النائب الماروني في زغرتا الذي يشغله حاليا النائب سليم كرم، بات ينافسه عليه مرشح آخر من البيت الداخلي نفسه هو زياد مكاري في مؤشر الى اعتراض الحزب على بعض مواقف كرم في الآونة الاخيرة التي لا تنسجم مع سياسة الحزب.
وعلى رغم انفصال الاحزاب المسيحية الاربعة في الدائرة المسيحية الاكبر التي تضم 10 مقاعد (3 أرثوذكس و7 موارنة)، وتموضعهم في أربع لوائح منفصلة، إلا أن العين تبقى على تيار المستقبل الذي يملك كتلة ناخبة لا يستهان بها، وتعد الصوت المرجح بين اللوائح الاربع، كونها ستكون رافعة قوية للجهة التي تدعمها. فبعد أن أصبح الفراق السياسي بين المستقبل والكتائب شبه محسوم بما قد يقطع الطريق على أي تحالف انتخابي بين الطرفين في مختلف الدوائر، تتواصل المشاورات واللقاءات بين المستقبل والقوات، اللذين حسما تحالفهما حتى الساعة في دائرتي البقاع الغربي والشوف وعاليه، في موازاة مفاوضات زرقاء مع التيار الوطني الحر. ويعتبر متابعون للشأن الانتخابي أن المستقبل ليس بعيدا كذلك عن المرده، نظرا الى الصداقة التي تجمع رئيس الحكومة سعد الحريري برئيس "المرده" النائب سليمان فرنجية، وموقف مكاري القريب من فرنجية أيضا.
وفي وقت حفلت الاوساط السياسية والكواليس الانتخابية بكلام عن أن "الأزرق" يتجه الى توزيع أصوات ناخبيه بين حليفيه التيار في البترون، والقوات في الكورة، وصديقه فرنجية في زغرتا، بما يجنبه الاحراج، تشير مصادر مستقبلية لـ"المركزية" الى أن "التيار لم يحسم قراره بعد لجهة دعم لائحة من اللوائح الثلاث". وتلفت الى أن "ليس من مصلحته توزيع أصواته الامر الذي قد يخلق تململا لدى قاعدته الموزعة بين البترون والكورة وزغرتا"، وتضيف ان "خيار المستقبل لن يكون منفصلا عن خيار نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك