تعرّفت الى مرسال غانم حين كنتُ في السنة الجامعيّة الأخيرة، أو، ربما، في السنة الأولى بعد التخرّج. كان ذلك منذ زمنٍ بعيد. أجريتُ معه، مع مجموعة من الزملاء في مجلّة شبابيّة، حواراً في مكتبه في إذاعة "لبنان الحر".
لم تخلُ أسئلتي حينها من "الدبابيس" السياسيّة، فاستوقفته وأشاد بها. بعد ذلك، ولدت بيننا صداقة وإن لم نكن على تواصل دائم. قبل سنتين، كتبتُ أنّه، بين المحاورين السياسيّين، في وادٍ والآخرين في وادِ آخر، وظنّ أنّ خلفيّة ما أكتبه التفاوض الذي كان يجري حينها، أي منذ سنتين تقريباً، بين الـ mtv وبينه. والحقيقة أنّني كنت أعبّر عن رأيي، ولو أنّ غانم يطلّ عبر شاشةٍ أخرى. تماماً كما لم يجد حرجاً، في إحدى حلقات "كلام الناس" بالاستشهاد بمقالةٍ لي نُشرت على موقع mtv.
ما من شيءٍ يُحرج مرسال غانم. أثبت ذلك طوال مسيرته التلفزيونيّة، وقد خطّ فيها مساراً يصحّ معه القول، في البرامج السياسيّة، ما قبل مرسال غانم وما بعده.
كان المحاور السياسي، قبله، عابساً جامداً، "كجلمود صخرٍ" على قول الشاعر. وبات معه قادراً على الضحك، بل القهقهة واستخدام لغة جسده والاستعراض بعض الشيء، خدمةً للمضمون لا تهريجاً.
وكان المحاور قبله كلاسيكيّ المظهر والهندام، فبات مرتاحاً أكثر وأنيقاً أكثر مع ربطات عنق تواكب الموضة وساعات يد تغري العين. الشكل لا يلغي المادة الإعلاميّة هنا بل يساعد على إبرازها.
عايش مرسال غانم عهوداً وحكّاماً وأحكاماً. عانى في زمن كمّ الأفواه من وصاية نادر سكّر، بما ومن كان يمثّل، وكان يتدخّل في أسماء الضيوف ومحاور الحلقات. وعانى بعدها من عوائق كثيرة، لكنّه ظلّ متفرّداً، جذّاباً، حتى مع ضيوفٍ تقليديّين "يجترّون" كلاماً قيل مراراً. حين يُقال معه يأخذ بعداً آخر، وأهميّة أكبر.
وصنع مرسال غانم وزراء ونوّاباً، كانت إطلالاتهم معه عتبةً اجتازوها نحو مناصب وأدوار.
وابتداءً من الليلة، يبحر مرسال غانم من شاطئٍ جديد، ليخوض مغامرةً جديدة. "صار الوقت" برنامجٌ يليق به وبالمشاهدين، يوصل صوت الناس ويكون منبراً لكلامهم. نتمنّى لمرسال غانم رحلةً موفقة. أعان الله ضيوفه...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك