ما حصل في إحدى المدارس الرسميّة يفوق بعض التّوقّعات، إلا أنّه خطوة فريدة في اتجاه إبراز قدرة هذه المدارس على إعداد جيل ذكيّ ومتفوّق في مختلف المجالات.
وفي هذا الإطار، أجرت ثانويّة ضهور الشّوير الرسميّة، للمرّة الأولى في مدارس لبنان، إمتحاناً تفاعليّاً ذكيّاً، يرتكز على ذكاء التلميذ، من خلال مشاهدة مقطع فيديو، والإجابة على الأسئلة عبر اللوح الذكي، على أن تظهر العلامة النّهائية للإمتحان مباشرةً بعد الإنتهاء منه.
وفي هذا السياق، أوضح مدير التحوّل الرقميّ في الثانويّة، ربيع بعقليني، انّ "ثانويّة ضهور الشوير الرسميّة تعتمد الألواح الذكيّة (Tablets) لجميع التلامذة، المبرمجة من الـServer، حيث يُعتبر هذا اللوح الذّكي، بمثابة الحقيبة المدرسيّة، فيتمّ تحميل برامج الكتب عليه، بالإضافة إلى الفروض المدرسيّة والتحضيرات والامتحانات كافة".
وأشار بعقليني في حديث إلى موقع mtv، إلى انّ "الأهمّ انّه في كلّ الصّفوف أصبح التّعليم رقميّاً أي لا يُستعمل اللّوح الخشبيّ، ما يوفّر الوقت على الأساتذة والتّلامذة على حدّ سواء، ويستطيع الأستاذ الولوج الى أيّ موقع لدعم حصّته بمزيد من المعلومات، ما يتيح للتعليم أن يكون بطريقة حديثة".
من جهة أخرى، لفت أستاذ الفيزياء سامر طوطح إلى أنّ "ما يقوم به الأساتذة في هذه المدرسة هو الانتقال من التّعليم الكلاسيكيّ إلى التعليم التفاعليّ، من خلال مقاطع الفيديو، الخدعة الإلكترونية (Simulations)، الـPowerPoint، والإنترنت".
وأوضح طوطح، في حديث إلى موقع mtv، تفاصيل الإمتحان الرقميّ الذي حضّره بالتعاون مع المدرسة وبعقليني، فقال: "الإمتحان كان عبارة عن مقطع فيديو من فيلم Taken، مدّته حوالي 3 دقائق، يتضمّن مسألة في مادّة الفيزياء. هذا المقطع، يبرهن للتّلميذ أنّ ما يتعلّمه في الصّف يستطيع مصادفته في الحياة اليوميّة، ما ينمّي حسّ الملاحظة لديه، فاستطاع اكتشاف أنّ المُخرج أخطأ في بعض الحسابات".
وأضاف: "فور انتهاء الإمتحان تصدر النّتيجة مباشرةً أمام التّلميذ، مرفقةً بتقرير، كما تصل الى الأستاذ رسالة إلكترونية (Email)، تبيّن السؤال الّذي حظي بالعدد الأكبر والعدد الأقلّ من الأجوبة الصّحيحة، وبذلك يستطيع تقويم أداء التّلامذة".
وأشار طوطح إلى انّ "نتائج الإمتحان كانت أكثر من جيّدة، فقد تبيّن انّ التّلميذ الذي لم يدرس في المنزل تفاعل مع الفيديو ووصل إلى نتيجة مرضية وفهم الدرس أكثر".
وأوضح طوطح انّ "الأهداف الأساسيّة من هذه الخطوة النموذجيّة، هي الانتقال من طريقة التّعليم الكلاسيكيّة الى الطريقة التفاعليّة، تقوية التفكير النقديّ لدى التّلميذ من خلال التّركيز على التّفكير أكثر، وتهيئته للحياة العمليّة المستقبليّة، وتوفير الوقت".
هذه الخطوة تعدّ إنجازاً في مجال التّعليم في لبنان، لا سيّما الرسميّ، فلم تتّبع أي مدرسة سابقاً هذه الطريقة في إجراء الامتحانات، والفضل في ذلك يعود إلى إصرار الأستاذ ودعم الإدارة ورغبة التّلميذ في تجربة أسلوب جديد في التّعليم، وهذا ما يعزّز الصّلة بين الدّرس والحياة اليوميّة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك