يُبقي الناس، بشكل عام، مرصادهم متأهّباً دوماً في وجه كلّ رجل وامرأة يختلفان بميولهما الجنسية عن طبيعة الرجال والنساء الطبيعيين. فكيف لو كُشف أمر الفنانين والنجوم الذين يختلفون أيضاً بميولهم الجنسية عن طبيعتهم الجسدية؟ فهنا، سيصبح الأمر "كارثياً" ومدوّياً بنظر عدد كبير من الناس.
يجدر التأكيد أوّلاً أن هذه السطور لن تُكتَب تهكّماً أو استهزاءً بالنجوم والفنانين أصحاب الميول الجنسية غير الطبيعية نسبةً إلى جنسهم. فأحدٌ لا يحقّ له أن "يعاير" أيّاً كان.
سنسلّط الضوء في هذه السطور على الفنانين والنجوم الذين يعيشون طيلة أيامهم حياة مزدوجة. ولا يقتصر الأمر فقط على مَن هم مثليّو الجنسية (Homosexual)، إنما أيضاً على مَن لديهم ازدواجية في ميولهم الجنسية (Bisexual).
يقسم المثليون من النجوم إلى نوعين. فمنهم مَن يعلنون عن مثليتن الجنسية، وهؤلاء نجدهم في أغلب الأحيان في الدول الغربية. فيقرّرون أن يظلّوا مخلصين للحبيب وعدم اللجوء إلى الزواج من شريك من جنس آخر. ومنهم مَن يتزوّجون رغم مثليتهم ليشكّل الزواج لديهم غطاء اجتماعياً ومهنياً فحسب.
وما هو لافت في المنطقة العربية أنّ فنانيها ونجومها يتجنّبون الوقوع في أيّ مرصاد، سواء في مرصاد الأقلام الصحافية أو مرصاد ألسنة الناس ومنشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. لذا إنهم، يبقون أسراراً كهذه ملكاً لهم، رغم أن مصادر الصحافيين الموثوقة التي تزوّدهم بالحقائق لا تنضب أبداً.
ولا ينكر النجوم المثليون الذين يكشفون مثليتهم على الملأ، في قرارة نفسهم، أنهم سيخسرون في كل الأحوال نسبة من شعبيتهم وخصوصاً أولئك الذين تُتيَّم معجباتهم بهم أو اللواتي يتيَّم معجبوهنّ بهنّ على أنهم ليسوا مختلفين جنسياً.
يبقى أنه لا يمكن توصيف الفنانين المثليين غير الكاشفين عن حقيقة طبيعتهم بـ "الكاذبين" على الناس. فهذه المسألة حساسة جداً وشخصية إلى أقصى الحدود. هي مسألة حياة شخصية. كما على الناس أن يدركوا أن لديهم الحقّ فقط في تقييم أعمالهم الفنية وتصريحاتهم الصحافية التي تصبّ في إطار فنّهم. ومَن قال إن الإزدواجية التي يعيشونها لا تشعرهم بالإحباط والحزن؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك