يقهرني كثيراً أن أستمع لأغنية تستحقّ فعلاً التصفيق، وأجد أنّ قلّة هم من استمعوا لها أو من علموا بإطلاقها. ويزعجني أكثر أنّ هناك من ينتقد الأغنيات الهابطة ويطالب الفنّانين بأغنيات راقية، وعندما يتجرّأ من هم فعلاً فنانون على محاولة رفع مستوى الفنّ عن جديد، نُفاجأ بأنّ أصداءها لم تحصل بعد على النتيجة المتوقّعة.
يمكن للبعض أن يظنّ أنّ الأغنية ليست ناجحة لأنّ انتشارها لا يزال محدوداً، أو لأنّ فنّانها ليس معروفاً، لكنّ الحقيقة أقسى بكثير من هذا الأمر... والحقيقة أنّ الشعب ينتقد للإنتقاد فقط، فعندما يعطيه الفنان مستوى راقياً نراه متمسّكاً بـ "نطّوا جنّوا" و"تيرشرش" وأتباعهما.
ولفتتني، لا بل ذهلتني، أغنية الفنّانة عبير نعمة الجديدة "يا ترى" (كلمات لوكاس صقر، ألحان عبير نعمة، توزيع جورج قسيس) التي تخطف الأنفاس بكلّ كلمة ولحن فيها، والتي قدّمتها سابقاً في برنامج "هيدا حكي".
فهذا هو الفنّ الذي اشتقنا لسماعه، ليس لأنّ صوت عبير يدخل الى القلب بقوّته وإحكامه للطبقات والنوتات والقفلات فحسب، بل أيضاً لأنّ بساطة الكلمة في الأغنية وضخامة اللحن جعلوا منها أغنية تنافس أغنيات الزمن الذهبي.
وأتمنّى على كلّ من لم يستمع الى الأغنية بعد، أن يستثمر 5 دقائق و 13 ثانية من وقته، ليهذّب سمعه الذي توسّخ كثيراً من الكلمات والألحان المركبّة تركيباً يثير الغثيان.
أمّا كلمات الأغنية فهي الآتية:
شو صاير يا ترى
ما فيّي كمّل هيك
حبّي ماشي لورا
وما بدّي إقسى عليك
بسّ حبّك في ملل
وفي كسل
وحياتك ليك
قلبك يا حلو
يا ما إلو
بيدور وبيلفّ حواليك
قلّي يا حبيبي شو اللي جرى
مش حاسس إنّو القصة مغيّرة
بقول بقلّك بسّ يبدو إنّك لا ترى
إنّو يا حبيبي القصّة انتهيت يا ترى
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك