أكد مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، خلال وقفة تضامنية في مقر دار الفتوى في طرابلس إحتجاجا على حادث الإعتداء على غرفة الحرس المقامة عند مدخل المبنى الذي يقيم فيه الشعار في شارع الميناء ان "الجميع مطالب بوأد الفتنة في مهدها وأن نتعالى عن كل الأخطاء حتى لا نحيد عن الطريق الذي رفعنا شعاره، بتحقيق مطالب الحراك".
شارك في الوقفة التضامنة رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق، الأب إبراهيم دربلي ممثلا راعي ابرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت إفرام كرياكوس، أمين الفتوى الشيخ محمد إمام، رئيس دائرة اوقاف طرابلس الشيخ عبد الرزاق إسلامبولي، رئيس جمعية تجار طرابلس فواز الحلوة، رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجد، رئيس نادي الجامعيين غسان حسامي، رئيس مركز صلاح الدين للثقافة والتنمية الدكتور هاشم الأيوبي، منسق لقاء الأحد الثقافي الدكتور احمد العلمي، وحشد من العلماء ورجال الدين.
كما حضر اللقاء وفد من الحراك الشعبي وأهالي الموقوفين الذين تم توقيفهم على خلفية الإعتداء على منزل المفتي الشعار جاء مستنكرا هذا الحادث حيث اجرى الشعار إتصالا هاتفيا مع قائد الجيش العماد جوزيف عون طالبا "الإفراج عن الموقوفين حيث تقرر الإفراج عنهم وتسليمهم إلى دار الفتوى بطرابلس مساء اليوم بحضور المفتي الشعار الذي اوضح انه لم يدع على احد".
وقال الشعار: " بداية اود أن أحيي الحراك على مساحة الوطن، وأوصيه وأؤكد عليه ان يصر على مطالبه الوطنية، والمعيشية وان يستمر بهذا الطريق بالمناقبية والقيم والأخلاق التي بدأها، وأحب أن اتوجه إلى الحراك بأن يكون يقظا، وحذرا من أن يدخل في ساحاته بعض ابناء الطابور الخامس او المندسين من الغرباء ومن غير اللبنانيين".
أضاف: "لا بد من كلمة أوجهها إلى كل مسؤول صرخة الشعب اللبناني التي تعبر عن ضمير حي ينبغي ان تكون مسموعة وان يكون لها وزنها وقيمتها وان تؤخذ هذه الصرخة بكل هذه المطالب بعين الإعتبار، هذه صرحة تدل على حرقة وعلى مأساة لها عمر طويل لا يجوز ان يغض المسؤولون الطرف عنها".
وتابع: "أناشد كل مسؤول ان يترفع عن كل الجراح وكل الأخطاء ليأخذ صرخة الشعب اللبناني التي إنطلقت في ساحات المدن اللبنانية أن يأخذها بعين الإعتبار والتقدير والإحترام".
وقال: "اما الأمر الثالث فإني اريد أن أتوجه إلى إخواني على مساحة الوطن ان نصر على وحدتنا الوطنية وعلى وحدتنا الدينية والمذهبية وحذاري أيها الإخوة اللبنانيون مسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة ان نجر إلى أي تصادم مذهبي أو أي تصادم طائفي، لبنان ينبغي ان يجمعنا والمطالب الوطنية ينبغي ان نرفع شعارها جميعا، لكل منا رأيه السياسي ومعتقده الديني ومن حق كل أحد أن يمارس معتقده وأن يلتزم بمبادئه دون الإساءة إلى الآخرين، وحذاري ألف ألف مرة ان نتعرض إلى المعتقدات الدينية، حذاري الف مرة أن نتعرض إلى المعتقدات الدينية من أية جهة صدرت، وعلى الجميع أن يعي أن هناك بعضا من الخفافيش يتسربون في ظلمة الليل إلى ساحات الحراك من أجل إثارة الغرائز المذهبية والدينية، حذاري ان ننجر إلى الفتنة".
واضاف: "الجميع مطالب بوأد الفتنة في مهدها وأن نتعالى عن كل الأخطاء حتى لا نحيد عن الطريق الذي رفعنا شعاره تحقيق مطالب الحراك والتي اعتقد أن من أهمها وأولها إلزامية التعليم، بل مجانية التعليم حتى المرحلة الجامعية، وثانيا، مجانية الإستشفاء لكل مواطن، ولا يجوز أبدا أن تغض الدولة النظر عن مطلق مواطن، لا يجوز ابدا ان لا يجد المواطن مستشفى تأويه، او دواء وعلاجا يحتاج إليه".
وتابع: "اتوجه بشكر كبير إلى قيادة الجيش وإلى حضرة القائد الجنرال جوزيف عون مع تحية إكبار له ولكل فريق عمله ولكل ابناء المؤسسة العسكريه تحية إكبار لهم على سهرهم ورباطة جأشهم واتمنى ان يكملوا طريقهم بالسهر على حراكنا وعلى مطالب شعبنا وان لا نتعرض للآخرين كما أعلن قائد الجيش بأي سوء أو اذى، ومثل هذه التحية لقيادة الأمن الداخلي ومعالي وزيرة الداخلية والمدير العام وإلى كل ابناء المؤسسة العسكرية والأمنية تحية إكبار، فالشعب ابناؤهم وإخوتهم ومحبوهم، هذه الفترة تحتاج إلى صبر وإلى رباطة جأش وتحتاج إلى روية وتعقل".
واردف: "إسمحوا لي ان أكون واقعيا مع هذا الحراك الأبي الذي يعبر عن ضمير حي، ان لا نطلب المستحيل ينبغي ان نطلب الأمور بواقعية وبتؤدة وطريق الإصلاح امامنا وسائرون عليه ومناشدتي لكل مسؤول ان يفتح عقله وقلبه وأذنيه".
وختم: "اما الذي حدث على باب دارتي فأنا اعتبر بأنه لا يعبر عن أهل وأخلاق المدينة ولا ثقافتها، ردة فعل غاضبة لا اضعها في الحساب ولا في الميزان، إتصلت بالمسؤولين العسكريين وبقائد الجيش على وجه التحديد وتمنيت عليه أن يعطي الأمر لإطلاق سراح جميع الموقوفين، هؤلاء أبناؤنا، صحيح أخطاوا ربما عن جهل او ردة فعل ولكن علينا ان نحتضن الجميع وان نعود إلى حياتنا السلمية في إطار قيمنا وفي إطار المحبة والوئام، ولا يسعني في نهاية المطاف الا أن اشكر وسائل الإعلام التي تسهر وتتابع حركة الناس على مدار الساعة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك