يواصل الشارع اللبناني حراكه للمطالبة بمحاسبة الفاسدين وتشكيل حكومة كفاءات مستقلة بعيدة عن الطبقة السياسية الحاكمة لإنعاش الوضع الاقتصادي للبلاد.
ويأتي استئناف الحراك في لبنان، وسط توقعات بولادة حكومة جديدة على مقاس حزب الله خلال الأيام المقبلة.
كما جدد المتظاهرون، بعد انتهاء احتفالات رأس السنة الميلادية، مطالبهم بضرورة محاسبة الفاسدين وسط انتشار أمني للجيش اللبناني.
ونفذ عدد من المتظاهرين الخميس وقفات احتجاجية أمام مرفأي بيروت وطرابلس للمطالبة بمحاسبة الفاسدين، كما استمر قطع عدد من الطرقات في منطقة البقاع شرق لبنان.
وترجح تواصل الاحتجاجات في لبنان إلى رفض حكومة حسان دياب.
ونفّذ محتجون وقفة أمام إدارة الجمارك في مرفأ بيروت احتجاجا على هدر المال العام والفساد المالي الذي يجري في المرفأ ، كما أقفل محتجون مداخل مرفأ طرابلس.
وعمد المحتجون كذلك إلى نصب الخيم عند مدخل مرفأ طرابلس، وسط انتشار أمني للجيش اللبناني، وقد توعد المحتجون بأن يكون الاعتصام مستمراً حتى تحقيق مطالبهم .
واستمر قطع الطرقات في بعض المناطق ضمن نطاق البقاع الأوسط (شرق لبنان)، منذ ليل أمس الأربعاء، في سعد نايل تعلبايا، ومفرق قب الياس وجديتا العالي ومستديرة زحلة.
ويطالب المحتجون بتشكيل حكومة إنقاذ وإجراء انتخابات نيابية مبكرة وخفض سن الاقتراع إلى 18 عاماً ومعالجة الأوضاع الاقتصادية واسترداد الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين. ويؤكد المحتجون على استمرار تحركهم حتى تحقيق مطالبهم المشروعة.
وذكرت تقارير في الساعات الأخيرة أن الرئيس المكلف يملك لائحة من أسماء لشخصيات سنية أبدت موافقة على المشاركة في حكومته.
ويعول دياب على تعاون الثنائية الشيعية والتيار الوطني الحر في تسهيل مهمته في تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة تعينه على "تدجين" موقف الطائفة السنية لجهة منحه وحكومته فرصة قبل الحكم عليه.
ويبدو أن دياب ومن سماه لهذه المهمة أي حزب الله، ذاهبون إلى تشكيل الحكومة دون أي اعتبار للموقف السني في البلاد.
وحزب الله، الذي فرض توزير من يمثل النواب السنة الموالين له (اللقاء التشاوري) داخل الحكومة المستقيلة، لن يتردد في الدفع بتشكيل دياب لحكومته مهما كانت المحظورات المذهبية، واعتبار من يعرقل ولادتها خائنا، وفق منابر قريبة منه.
وترى مصادر دبلوماسية أن الظروف التي يمر بها العراق، لاسيما تلك التي تضع القوات الأميركية في مواجهة الميليشيات العراقية التابعة لإيران، قد عزز ضرورات ولادة حكومة دياب في بيروت بصفتها تشكل "نصرا" جديدا لإيران في معركة إظهار أوراق نفوذها في لبنان بعد العراق.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك