وصف رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميّل في حديث "أخبار المستقبل" عملية التأخير في ولادة الحكومة بقصة "ابريق الزيت"، مشيرا الى ان الامور تدور في حلقة مفرغة، وقال: لا أدري ما اذا كانت الاكثرية الحالية تعلن افلاسها وربما هي تنفذ مهمة، لان المطلوب عدم تأليف حكومة ستشكل احراجا لبعض الداخل.
ولفت الجميّل الى انه علينا الا ننسى انه عندما تكلف الرئيس نجيب ميقاتي لم تكن هناك ثورات عربية فلم يكن قد حصل ما حصل في تونس ومن ثم في مصر، مشيرا الى ان ميقاتي كلف في ظروف مختلفة، موضحا انه مع تغيير الظروف تتغير المعطيات وكل موضوع تركيب الحكومة يعاد النظر به.
وردًا على سؤال عن ان الجميع يسعى الى الحفاظ على رأسه كما يقول الدروز، قال الرئيس الجميّل: "عليم الله" والمثل الدرزي يقول: عندما تكون الاوضاع كما هي "كل شي بقي على حاله"، مشيرا الى ان الظروف ليست ناضجة ولم يعد باستطاعة احد ان "يحزر"، وقال: لقد أخذتم الاكثرية واسقطتم الحكومة وقلتم: سنشكل الحكومة التي ر"ح تشيل الزير من البير" ولكن اشار الجميل الى ان هناك استيعابا للامور.
ولفت الى انه اما ان نشكل حكومة أحادية اي شبيهة بالحكومات في مصر وتونس واليمن وسوريا وقد رأينا ما الذي حصل في هذه الدول، وهذا يؤسس لمشكلة كبيرة مشبها ذلك بالمثل القائل: "رايحين عالحج والناس راجعة" واما حكومة تكنوقراط سائلا: ولكن هل تستطيع هذه الحكومة ان تعين مديرا عاما للامن العام ومحافظا أو اقل من هذه التعيينات؟ او ان تتعاطى مع ما يجري من حولنا؟
واشار الجميّل ردا على سؤال عن رأيه بانسجام الاكثرية الجديدة المكونة من فريق 8 اذار الى انه لا يريد ان يختلف مع أحد، وقال: لم ننسَ كيف تكلف الرئيس ميقاتي والدوافع التي ادت الى تكليفه، مشيرا الى ان الاكثرية الجديدة مركبة وهي خليط من المصالح والهواجس وهذه كانت ثانوية في فترة من الفترات، انما اليوم وللاسباب المعروفة وخاصة مصالح البعض فان "الكيمياء ما عم تركب" وقد تركبت بمرحلة بطريقة مصطنعة، ورأينا القمصان السود ، وأضاف: الامور تغيرت ف"بعد السكرة بيتجي الفكرة"، مُذكرا كيف بدأ الفريق الأكثري يتقاسم قالب الجبنة ولكن تبين ان التخمة اصابت البعض وهم رأوا انه لا يمكن الذهاب الى نهاية الوعود او الالتزامات التي قدمت في وقت معين.
وعن رؤيته لتغير الواقع العربي بعد الاوضاع في الدول العربية، قال الجميل: كل الناس في مأزق والوضع اللبناني لا يمكن ان يكون بمناى عن ذلك.
اضاف: يكون مخطئا من يعتقد انه بمناى عما يحصل من حولنا، والاطراف المعنية مأزومة من حزب الكتائب وجرّ، مؤكدا اننا كلنا نشعر انه اذا سقط الهيكل لن يوفر احدا، وتابع: قراءتي ان من مصلحة الجميع، لان الحكومة الاحادية غير صحيحة وحكومة التكنوقراط تشكل خطرا على البلد، ان ما ينقذ البلد هو طرحُنا تشكيل هيئة انقاذ وطني والتي هي من مصلحة اليمين واليسار و8 و14 اذار ما يقتضي تجاوز الانقسامات، لان البلد يحتضر ولا يجوز ان نتفرج عليه وعلينا ان نعطي فرصة لكل الاطراف لانقاذ نفسها وان نتساعد في ما بيننا لعملية انقاذ لحزب الله ولكل الاطراف الواحد تلو الاخر.
وأشار الى ان ما يقترحه هو قراءة موضوعية ، مشيرا الى التصريح الاخير للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والذي اتى فيه على طرح حكومة انقاذ وضرورة قيام الدولة، لافتا الى ان هناك قواسم مشتركة ومقترحات قريبة من التي نطرحها وطالما هناك تلاق فلماذا لا نلتقي على هذه الافكار ثم نبني حوارا لنصل الى حل لقضايا كبرى ومنها السلاح وغيرها من القضايا.
وقال: لنكن واضحين طرحنا هو طرح سيادي وهذا ما طرحناه في فريق 14 اذار ولهذا نحن ما زلنا ضمن هذا الفريق.
وعن موقع النائب وليد جنبلاط الوسطي قال: لا يمكن القول انه في موقع وسطي بل هو في موقع الاحراجية، مشيرا الى ان صداقتنا قوية ولن تلغيها الخلافات السياسية، مشددا على ان هناك ضرورة اليوم لعقد مؤتمر شبيه بمؤتمر بكركي الذي بدأ رباعيا وبعدها توسع، عبر الاتفاق على قواسم مشتركة بيننا، مذكرا بالقواسم المشتركة بين التيار الوطني الحر وتيار المردة والكتائب وقال: لقد اتفقنا على قواسم مشتركة واعتبرنا اننا ننجح بالتعاون وقد حققنا ذلك على الصعيد المسيحي فلماذا لا يتحقق امر مماثل على الصعيد الوطني؟
اضاف: ما قاله نصرالله يلتقي مع ما نقوله، فلنشكل حكومة انقاذ، مذكرا بحكومة عام 1958 وحكومة السبيعينات والحكومة التي شكلت في عهده، وقال: لصعوبات كانت كبيرة حيث البلد كان منقسما.
وعما اذا كان الطرح هو حكومة اقطاب قال: لا اعرف الى اي مدى بامكاننا تاليف هكذا حكومة ، مجددا التأكيد ان المطلوب هيئة انقاذ لها دور واضح هو التصدي للقضايا الوجودية، وقال لا يتكبرن أحد على المشكلة، داعيا الى النظر في ما يجري حولنا في كردستان والسودان واليمن، واضاف: يجب الا نتعامى عن المشكلة، فلبنان ليس بأحلى حالاته، مشيرا الى انه لا يمكن تجاهل المشكلة الوجودية التي نواجهها، فهناك لبنانان وثلاثة لبنانات وهناك مناطق ممنوعة على الدولة حيث الوجود الفلسطيني وسلاح حزب الله، وتابع: في هذا الظرف اذا كان هناك حد ادنى من الوجدان والتعلق بلبنان واحد موحد لا خيار الا بفريق عمل وطني يمثل كل مكونات المجتمع اللبناني وله هدف انقاذي وليس تصريف اعمال او حكومة وحدة وطنية والتي كانت حكومة تكاذب وطني.
وعن قراءته لسلكوك حزب الله في ذكرى النكبة والهدوء في الجانب اللبناني لاحظ الجميّل اشارة جيدة، لافتا الى ان حزب الله يهدئ اللعبة ولا يغامر بلبنان وقال: معروف خلافنا مع حزب الله ونعتبر ان مواقفه تتناقض مع مستلزمات السيادة والمصلحة العليا، ولكن لم لا نأخذ النصف الملآن من الكوب، منوها بوعي حزب الله لانه قادر ان يفلت الامور على مصراعيها وندفع الثمن، داعيا الى البناء على الايجابيات ومعتبرا انه حرام ان ندفع بلبنان الى مغامرة مميتة .
وع مد اليد للفريق الآخر، قال الرئيس الجميّل: ليس جديدا علينا مد اليد الى الفريق الآخر، مذكرا بمد اليد في مرحلة تكليف ميقاتي ودعوتنا الى عدم اقفال الابواب، وقال: لقد قمنا بحوار مع ميقاتي لكن الظروف لم تسمح بمتابعته واليوم من مصلحة العماد ميشال عون وحزب الله والنائب سليمان فرنجية ومصلحتنا جميعا ان نفكر بمصلحة بلدنا فالهيكل اذا سقط لن يوفر احدا.
وذكر بطرح الكتائب للحوار وبلقائه مع عون بعد مرحلة انتخابات المتن الفرعية ومن ثم مع فرنجية، مشددا على ان ما يهمنا هو بلورة قواسم مشتركة لاننا نعي المخاطر وخصوصا على الصعيد المسيحي لان المسيحيين ليسوا مرتاحين بل "هم على الصليب"، مشيرا الى فترة تغييب عدد من الشخصيات والبعض منها كان في المنفى وما الى ذلك، لافتا الى ان التغييب عن الادارة هو تغيير عن الوطن، وسأل: هل يمكن تركيب بلد من دون تعاون ؟
واضاف: لقد وضعنا السلبيات جانبا وتمنينا على البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ان يقوم بالحوار، وعملنا على اللقاء الرباعي وبعده الموسع ونامل ان نستكمل لاحقا اولا على الصعيد المسيحي للتضامن بين المسيحيين ومن ثم مع الوطن لتسهل الامور الكبيرة التي كانت اساس المشكلة.
وسأل: هل يمكن الغاء آل فرنجية من معادلة الشمال وزغرتا؟ او العماد عون من المعادلة المسيحية؟ داعيا الى الخروج من هذه البدع لان أحدا لا يمكنه ان يلغي احدا.
ودعا الى وعي ان الحوار ضرروي ، مشيرا الى ان الوضع في سوريا قد يسهل وقد يعقد الامور، مذكرا بضرورة الا نقحم انفسنا بما يجري في سوريا لان التدخل قد ترتد علينا سلبا او ايجابا، مؤكدا ضرورة الحفاظ على مصلحة لبنان والحوار الوطني، مشيرا الى اننا في الماضي انتظرنا نتائج كامب ديفيد ومن ثم اتفاقية مدريد او اذا ما وصل باراك اوباما او غيره الى الحكم، داعيا الى وقف الرهان على الخارج والتنبه الى مصلحتنا الوطنية والتي هي قائمة بحد ذاتها.
وعن ملاحظة حصول تواضع من قبل بعض الاطراف، لاحظ الجميّل مؤشرات لذلك، وخصوصا الهدوء في الجنوب حيث تم تفادي الاعظم وقال: فلنبن عليه.
وعن كلامه حول تحييد لبنان عما يجري في سوريا، قال: لنر ما حصل وما قد يتطور واضاف: الثورات تتوالى فقد بدأت في تونس من ثم مصر والآن في اليمن وليبيا بينما كان الوضع مستقرا في سوريا، مشبها ما يحصل بلعبة الدومينو حيث بعد ان تسقط دولة تكر باقي الدول
وذكر بمرحلة عبد الناصر كيف كرت سبحة سقوط الدول، لافتا الى ان المرحلة كانت ثورة شبيهة بما يجري اليوم، انما الفارق ان الانقلابات كانت عسكرية وادت الى اعادة ترتيب شؤون البيت واستلم العسكر الحكم وفرض و ديكتاتوريته وسيطر على المنطقة.
اضاف الجميّل: ما يحصل اليوم مختلف فمنطق الدومينو بدأ بسقوط النظام في تونس ومن ثم مصر وادى الى الترددات، لكن الثورة اليوم شعبية غير ممسوكة، ففي مصر لم نعرف ما الذي ستفرزه الثورة المليونية وفي تونس كذلك، وتابع: الثورة الشعبية تغيرت والتعاطي معها تغير، وارتداداتها على الوضع اللبناني أكيدة، لكن هناك علامة استفهام اذ لم تتبلور محاور على صعيد الانظمة المرتقبة لنفهم التوجهات ويحكى بالاخوان المسلمين والنخب العلمانية انما الصورة غير واضحة .
ودعا الرئيس الجميّل الى عدم استباق الامور وقال: في سوريا لا نعرف كيف سيستقر الوضع، والاكيد ان الامور لن تعود كما كانت في كل الدول. وسأل: هل سيبرز في التوجه الجديد تيار ديمقراطي يؤسس لمرحلة من التفاهم؟ وقال: في لبنان علينا الحذر جدا وان نحصن ساحتنا بوجه كل المتغيرات وعلينا رؤية النصف الممتلئ من الكزب، واضاف: ما زلنا النظام الامثل رغم الحروب والتغييرات في الانظمة العربية في السابق، فقد بقي النظام اللبناي مستقرا، واتفاق الطائف الذي عدل دستور العام 1926 ما زلنا نتاقلم معه.
وتابع: رغم ما حصل في ال 1958 و1975 فلبنان كان يتطور النظام ولم ينقلب عليه، اذا لدينا مقومات الاستقرار واستمرار النظام والوحدة الوطنية، مؤكدا ان لا الشيعي ولا السني ولا الماروني او غيرهم من الطوائف لا يريد ان يقوى على الاخر برغم الاغراءات، مشددا على ان ولبنان اصغر من ان يقسم والخيار في ان نتعظ مما يجري حولنا والاتيان بفريق وطني قوي يتحمل مسؤولية الترددات الخطيرة التي تحصل، داعيا الى تحصين وعينا والأخذ بالحسبان الثورات الشعبية خصوصا اننا واعون ولدينا مقومات الصمود فلماذا التفريط بها؟
وعما يجري في سوريا توقع الجميل احتمال جدي لأن يقلب النظام النظام السوري الطاولة اذا وجد انه "مزروك" وقد يطبق مقولة: "عَليّ وعلى اعدائي يا رب"، وهذا ما يستوجب تحصين الساحة اللبنانية.
واضاف: هناك اوراق تكتيكية واوراق استراتيجية وقال: سوريا لم تعد تملك الورقة الاستراتيجية الفعالة ولا المتينة، خصوصا بعد اختراع حق التدخل حيث تدخل المجتمع الدولي في لييبا لاسباب انسانية وابعد من ذلك اي لاسباب استراتيجية لانه اراد حماية ابارا البترول، وذلك من خلال تأمينه الغطاء الجوي للثوار الذين كانوا ينسقون مع حلف الاطلسي.
وتابع: في الوضع الراهن لم يعد بامكاننا الحديث عن اوراق سابقة، ولا ندري كم هي فعالة فالفضائيات تقوم بدورها وتحرك مشاعر الناس والمبادرات ومن جهة ثانية المنطقة حساسة جدا والمصالح حساسة، مشيرا الى ان روسيا "تأخذ وتعطي" وتحاور في مجلس الامن بعد ان كانت تتمسك بحق النقض، مشيرا الى مشروع العقوبات الجديد بحق سوريا، وقال: روسيا كانت ترفض والغرب كان يخشى استخدامها حق الفيتو بينما لايوم صار هناك حديث عن حل وسط وهو خطير بحق سوريا لان الوضع السوري وضع على مجلس الامن اي دُوّل الوضع ويتم استصدار القرار تلو القرار، داعيا الى عدم الاستخفاف بالقرارات الدولية، ف"السلحفاة وان تأخرت الا انها ستصل".
وقال القرار 425 تأخر ولكنه نفذ، والامم المتحدة ليست سريعة انما الوضع السوري وضع على الطاولة والسوري لا يمكنه ان يخرج من هذا المأزق وعليه ان يعي وينفذ الاصلاحات التي تنادي بها تركيا واميركا.
وتابع يقول: الحبل قد يدور والسوري يحاول التقاطه وتجربتنا مع السوري انه فوت فرصا كثيرة عليه وهو يتصرف كما فعل في لبنان، موضحا انه كان بالغنى عن القرار 1559 وكان بالغنى عن كل ردات الفعل فهو لا يلتقط الاشارات الايجابية دائما بل يختار الهروب الى الامام.
وردا على سؤال عن صدامه المباشر مع النظام السوري قال الجميّل: الناس تعرف معاناتي مع سوريا اكان العائلية اوالعسكرية او السياسية، مذكرا بالمعطيات المباشرة عن اغتيال الرئيس بشير الجميل رغم عدم ظهور ايجابيات مماثلة عن الوزير الشهيد بيار الجميل واضاف: لا أحد تألم كما تألمنا والحوار في عهدي كان مُرا مع السوري رغم كل رغبتي الصادقة.
واضاف: الشعب السوري طيب ونريد علاقات طيبة بين البلدين وقد ذقنا طعم زمن المخابرات السورية والشعب السوري اليوم يتألم والمهم ان يتعظ النظام من رسالة الشعب اليومية فالدم لن يذهب هدرا، لان أحدا لن يسكت لا الداخل ولا الخارج ، خصوصا وان العالم صار ضيعة كبيرة، وقال: لقد تاثرنا بهزة اليابان فهل يعقل الا نتحرك لما يجري في سوريا ونحن بلد الديمقراطية والحرية؟
واذ اعرب عن قلقه على شعب سوريا ومستقبل سوريا من الهروب الى الامام الذي لا نعرف نتائجه على لبنان، ختم الرئيس الجميل بالقول: ما يحصل في كردستان واليمن مخيف ونحن لا نتعظ لبنانيا عبر تحصين وطننا ولا سوريا تتعظ