وزعت السفارة الايطالية في بيروت كلمة السفيرة نيكوليتا بومباردييري لمناسبة العيد الوطني الإيطالي، قالت فيها:
"أيها الأصدقاء الإيطاليون واللبنانيون الأعزاء، منذ تسلمي مهامي في شباط الفائت كسفيرة للجمهورية الإيطالية في لبنان، أتوجه إليكم اليوم للمرة الأولى في الذكرى الرابعة والسبعين على إعلان الجمهورية الإيطالية.
تعود الذكرى هذه السنة بشكل مختلف لكن بالروح عينها. ما من احتفالات احتراما للآلام وللأرواح التي قضت نتيجة تفشي فيروس كورونا.
تمر إيطاليا بفترة من أصعب الفترات في تاريخها الحديث على غرار البلدان الأخرى في العالم. فتك فيروس كورونا بأرواحنا وعاداتنا وعواطفنا وضرب أنشطتنا.
نحن نتعامل مع الفيروس وسوف نتعافى. تستعد إيطاليا في هذه الأسابيع لإعادة فتح النشاطات الاقتصادية تدريجيا من خلال برنامج واسع لإعادة إطلاق الإنتاج الصناعي والتجارة ودعم العائلات.
أود أن أقول لكم أيها الإيطاليون الذين تعيشون في لبنان، لكم أحببت أن ألتقي بكم شخصيا وآمل في أن نتمكن من ذلك قريبا. اعتمدوا باستمرار على وجود السفارة إلى جانبكم. أعرف أن هذه الفترة كانت بالنسبة إليكم أيضا فترة من الحيرة والشك نظرا للأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان والتي تضاف إلى حالة الطوارئ الصحية الناتجة من فيروس كورونا.
أحرص على القول إن إيطاليا تدرك مدى المساهمة المعنوية والمادية التي تقدمها الجالية الإيطالية - المندمجة بشكل كامل في النسيج اللبناني - بالتزام وشغف لازدهار بلاد الأرز. كان وسيبقى وجودكم هنا ركنا أساسيا وخير صلة لتاريخ الصداقة والتعاون الذي لطالما جمع بين هذين البلدين.
إيطاليا حاضرة تاريخيا في لبنان وتتولى دورا رياديا في إطار مهمة قوات حفظ السلام من خلال مشاركة كتيبتها التي تعد حوالى ألف جندي، الثانية من حيث العدد. منذ العام 2006 ولغاية يومنا هذا، أوكلت إليها لأربع مرات مسؤولية قيادة مهمة حفظ السلام. ما زالت تشكل المهمة جنوب الليطاني أداة اساسية للحفاظ على أمن لبنان واستقرار المنطقة.
تعد إيطاليا تاريخيا شريكا اقتصاديا مهما للبنان، بفضل العلاقات التجارية. نريد أن نركز على المشاريع الصناعية المشتركة والشراكات المنتجة التي تتطلب، من الجانب اللبناني، إجراءات لضمان نظام مالي موثوق به وقدرة تنافسية اقتصادية.
يعود وجود إيطاليا في لبنان أيضا إلى العام 1983 من خلال شبكة تعج بمشاريع التعاون للتنمية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد تتراوح من المساعدات الإنسانية إلى حماية البيئة ومن الدعم إلى الفئات الأكثر ضعفا إلى البنية التحتية.
لم نتوان أبدا في دعم التعليم والثقافة وتدريس اللغة الإيطالية والطلاب الذين يختارون الجامعات الإيطالية وترميم المواقع الأثرية اللبنانية القيمة والحفلات الموسيقية إذ نحن على يقين بأن الثقافة تبقى عاملا أساسيا للتقدم والحوار.
نحن نعمل من أجل استئناف جميع مبادرات التعاون الثنائي بشكل كامل بين الشعبين والمؤسسات في البلدين.
أوجه رسالة التشجيع عينها إلى لبنان والأصدقاء اللبنانيين. أريد أن أخبر الأصدقاء اللبنانيين أننا، حتى في هذه الظروف الصعبة، شعرنا دائما بقربكم منا وبتضامن المؤسسات اللبنانية معنا، ما يشكل خير تعبير عن الروابط الراسخة والعميقة التي لطالما جمعت بين البلدين.
إيطاليا تقف إلى جانبكم في الجهود المبذولة للتغلب على الأزمة المعقدة التي تعصف بلبنان. نحن نعمل وسنعمل مع المؤسسات اللبنانية لدعم الإصلاحات الضرورية للاستجابة لطلب المجتمع اللبناني بالتغيير من أجل إرساء نموذج انمائي أكثر إنصافا واستدامة وفعالية وشفافية.
تعي إيطاليا التحديات التي يواجهها لبنان على مختلف المستويات، وكصديق تاريخي، تدرك تماما قوة الشعب اللبناني وتصميمه.
عاشت ايطاليا! عاش لبنان! عاشت الصداقة الإيطالية اللبنانية!".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك