جورج فلويد ليس الضحيّة الأولى كعيّنة عن العنصريّة في الولايات المتحدة الأميركيّة. لطالما شعر العرق الأسوَد بتهديد مستمرّ في الدولة العظمى، ولم يولَد هذا الهاجس مع استلام دونالد ترامب زمام السلطة الأميركيّة.
يعود الدكتور عماد مراد، في حديث لموقع mtv، إلى تاريخ تأسيس أميركا، حيث يُشير إلى أنّ "العنصريّة بدأت في أميركا الشماليّة بعد اكتشافها على يد كريستوفركولومبوس الذي عامَل المستعمرين الجدد بعنصريّة وفوقيّة وأقدم على قتل عدد كبير منهم، ما دفعهم إلى كُره السلطة الأميركيّة بسبب تعاطيها مع أجدادهم بعنصريّة".
وإذ يلفت إلى أنّ "أميركا لم تُعامل الهنود الحُمر كعبيد، بل كانت لديهم حريّة في الصلاة وإنجاب الأولاد والسكن، إلاّ أنّهم كانوا فقراء ويقومون بعملٍ قاسٍ ويعانون من الجوع الذي دفعهم إلى الخضوع لأسيادهم، مع العلم أنّ الأفارقة السود وقفوا إلى جانب الأميركيين في وجه الإستعمار الإنكليزي"، يُشدّد على أنّ "ما يحصل اليوم في أميركا ليس جديداً في الحياة السياسيّة والإجتماعيّة الأميركيّة، فما زلنا أمام اعتداء وتمييز من قبل الشرطة".
ويُذكّر مراد بأنّه "في العام 1992، بعد إقرار قانون الحقوق المدنيّة، بدأت الإحتجاجات على الطرقات في مختلف الولايات بعد اعتداء الشرطة على سائق تاكسي بسبب تخطّيه السرعة المسموح بها قانوناً، فوقع إثر الأحداث 53 قتيلاً، وبلغت الخسائر الماديّة 23 مليار دولار"، لافتاً إلى أنّ "وصول باراك أوباما إلى الرئاسة اعتُبَر انتصاراً لأصحاب العرق الأسوَد".
وأمام التوتّر الحاصل في الشارع الأميركي، يُفيد بأنّ "المشاهير السود كانوا يتدخّلون في أحداث مُشابهة للّتي نراها اليوم، لضبط الشارع في أميركا، وغالباً ما كانوا ينجحون في ذلك".
السؤال يبقى: هل تؤثّر الإحتجاجات على نتائج الإنتخابات الأميركيّة في تشرين الثاني المقبل؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك