تفقد وزير الصحة العامة حمد حسن، بلدة برجا مطلعاً على أوضاعها في ضوء تسجيل 45 اصابة بفيروس كورونا فيها اليوم، حيث زار بلدية برجا وعقد لقاء مع رئيس البلدية الدكتور ريمون حمية وخلية الأزمة وأعضاء المجلس البلدي، بحضور النائبين محمد الحجار وبلال عبد الله ووكيل داخلية الحزب التقدمي الإشتراكي في اقليم الخروب الدكتور بلال قاسم، ممثل منسق تيار المستقبل في محافظة جبل لبنان الجنوب وليد سرحال محمد كايد الحاج، والأطباء من خلية الأزمة غنوة الدقدوقي وربيع سيف الدين ومعن حمية وعبد الكريم رمضان وشبان من اعضاء الخلية.
وبعد ان استمع الوزير حسن من رئيس البلدية الى شرح للوضع عن كيفية تعاطي برجا مع الاصابات والخطة التي وضعت للمواجهة، قال: "ان برجا والمنطقة ممتحنة، ويمكن القول إنها جريحة، ولكن بالنشاط الذي تقوم به البلدية والنواب وطبابة القضاء وخلية الأزمة مع الأطباء المتطوعين والجمعيات الأهلية التي تواكب عملا جبارا ومثاليا يحتذى به. ونظرا للتطورات الحاصلة الفت النظر لثلاث نقاط اساسية:
اولا: ليس هناك كورونا سياسية، اليوم سجل 50 حالة في برجا، والسبب هي عيّنة واحدة، نحن في برجا اليوم، نواب ورئيس البلدية وخلية الأزمة، جميعهم يؤكدون هذه الحالات. واليوم أجري 400 فحص وخلال ال48 ساعة ستظهر النتيجة."
ثانيا: ان طريقة التعاطي مع الحالات الوافدة من الخارج، ستتغيّر، والتكتيك سيتغير، بحسب جملة من المعطيات وهي: اي حالة إيجابية ستعزل مباشرة في المستشفى، وكل الحالات، ومن دون اعراض لن نسمح لهم بالذهاب إلى منازلهم، بل مباشرة إلى المستشفيات الحكومية في المحافظات والاقضية، أما بالنسبة للحالات السلبية فالتكتيك ايضا تغيّر، من سيأتي من الخارج سيعمم اسمه على الجهات الرسمية والسلطات المحلية، والبلديات، وسنتابع مع الأجهزة الأمنية والعسكرية، وبالتوافق مع كل قادة الأجهزة، سنتتبع كل هذه الحالات والزامية حجرها في منازلهم كي لا تحصل كارثة كما حصلت اليوم."
ثالثا: هذا انذار وإعلان لكل المواطنين اللبنانيين، بأن كل حالة ممكن أن تحدث كارثة، اليوم يتم الحديث عن 50 حالة، ويمكن أن تتجاوز الـ 100 ، اذا على المغترب وعائلته أن يلتزموا الحجر المنزلي، لذلك سيكون لوزارة الصحة العامة غدا الساعة العاشرة صباحا ورشة عمل مع المحافظين والجمعيات الأهلية الفاعلة من المناطق اللبنانية كافة ومع الأجهزة الأمنية لننسق جميعا للمرحلة القادمة. وهنا نتكلم عن مرحلة رابعة من عودة المغتربين، وفتح المطار، وهنا أقول لن يفتح المطار قبل أن نلمس التزاما من الأهالي والمغتربين وحرصهم على سلامة المجتمع اللبناني المقيم، وليسمحوا لنا، صحيح مسؤوليتنا أن نحضرهم، ولكن مسؤوليتهم أن يكونوا مهتمين وحريصين على عدم التسبب بعدوى مجتمعية .
وتابع: "لقد نجح لبنان بكل طاقاته السياسية والتنفيذية والحكومية والوزارية والمجتمعية والبلدية بإظهار هذه الصورة الجلية الناصعة إلى كل العالم، لذا ستبقى وزارة الصحة العامة إلى جانب أهلها في برجا، وهذا" القطوع" سنقطعه كما قطعناه في الضاحية وبشري مزبود و مجدل عنجر وجديدة القطيع وبرجا والوردانية وجدرا".
وقال: "اطمئنكم، أنه بالتعاطي المسؤول من كل الفاعليات ينقطع هذا القطوع، ولكن العبرة لمن يتعظ، علينا أن نتعظ جميعا والا نغامر بصحة الناس والأمن الصحي للمجتمع اللبناني".
وختم: "اهنئكم على التعاطي المسؤول، وانا على تواصل مباشر يومي مع النواب ، والتحية لخلية الأزمة."
وردا على سؤال، قال: "ان مستلزمات الوقاية الشخصية والكمامات الزامية، والتباعد والمسافة ضرورية لنكون بمأمن وامان من انتشار العدوى، وعلى من تظهر عليه الأعراض عليه أن يبلغ فورا ، فنحن اليوم لسنا في موسم كريب وإنما في موسم كورونا.
وتابع: نحن كوزارة صحة، قدمنا وسنقدم كل مستلزمات الوقاية، أما على مستوى الحكومة فلدينا الألف ومائتي مليار التي أقرت لمساعدات اجتماعية، نحن مستعدون مع النواب والفاعليات للتعاون لإيصال الحق لاصحابه، الناس عليها التزام الحجر والدولة والحكومة بتوجيهات من رئيس الحكومة حسان دياب ستكون إلى جانبكم".
بدوره قال رئيس البلدية: "ان وزارة الصحة ومستشفى سبلين موجودان دائما، وبالنسبة للإجراءات المتخذة من مجلس الوزراء، انا اعتبر أن هناك تقصيرا بحق المواطن، من ناحية الوافدين ما يحتم ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة."
وأكد أن "البلديات تواجه مشكلة قانونية وهي بحاجة إلى نص قانوني لمتابعة المحجورين في منازلهم"، وطالب ب" تامين الدعم للبلدية لمساعدتها في تأمين احتياجات الأهالي، ما يساعد في التزامهم الحجر المنزلي".
من جهته، شكر النائب محمد الحجار الوزير على وجوده في برجا وقال: "انتم من نمط المسؤولين الموجودين بين الناس في الأزمات لطرح الحلول، ما تسمعه اليوم هو تعبير عن حال من الغضب ،لان هناك بعض الأخطاء التي حصلت، وهذه الأخطاء يجب الاستفادة منها كي لا تتكرر في اي منطقة، لأننا في المجتمع اللبناني كلنا واحد وكلنا مسؤولون، سواء على مستوى المسؤولية الحكومية أو النيابية او الصحية او البلدية."
اضاف: "ان الإقليم لديه مستوى عال من التكاتف الاجتماعي، والوعي والذي رأيناه في عمل البلديات وخلية الأزمة على مستوى الاقليم، ولكن يبقى وجع الناس والذي يتطلب من الحكومة إيجاد حل وتلبية هواجس المواطنين والبحث عن حلول".
بعدها انتقل الوزير حسن وعبد الله والحجار والجميع الى بلدة الوردانية، حيث تفقد مركز الحجر الصحي الذي قدمه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط للمصابين بكورونا من ابناء الاقليم للحجر الصحي، بحضور رئيس بلدية الوردانية علي بيرم، الذي رحب بالوزير حسن والحضور، ثم جال الجميع في المركز، واستمع من الطبيبة المسؤولة عن طريقة دخول المصابين وكيفة التعاطي معهم وحجرهم، فيما رحب رئيس بلدية الوردانية بأهالي الاقليم في بلدتهم الوردانية للخضوع للحجر الصحي والشفاء من هذا الوباء"، مؤكدا ان "الوردانية ومعظم قرى وبلدات الاقليم عائلة واحدة وأهل"، معربا عن أمله في ان "نتجاوز هذه المحنة سويا لحماية منطقتنا من هذا الوباء ".
بدوره، ابدى الوزير حسن اعجابه بالمركز وقال: "لقد تبين التعاطي المسؤول بين مرجعيات سياسية وحزبية وبلدية، فهذا التعاون العابر للطوائف وللسياسة، في مواجهة وباء كورونا، فهو أكيد كفيل ان نتجاوز كل الأزمات التي يعاني منها لبنان، وصراحة القلب يكبر عندما نقول ان الوردانية وبرجا والاقليم والوطن كله واحد، وما نعاني منه هو أزمة عاصفة ومهددة، وخارج الإعتبارات السياسية ،كورونا لا طائفة ولا دين ولا تصنيف سياسيا او حزبيا لها، فكلنا يدا واحدة، وبهذه الطريقة يمكن ان نحمي مجتمعنا ولبنان". منوها بهذا التكامل في مكافحة الوباء.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك