نسيب لحود... رئيسٌ بنى قصراً أكبر من قصر بعبدا
02 Feb 202113:36 PM
نسيب لحود... رئيسٌ بنى قصراً أكبر من قصر بعبدا
ريكاردو الشدياق

ريكاردو الشدياق

كتب ريكاردو الشدياق في موقع mtv: 
بنى نسيب لحود قصرَه من دون أن يصل إلى القصر الذي يحلم به الموارنة، ومن دون أن يعيش على "هوَس" الجلوس على كرسيّ بعبدا، لأنّه فعلياً، وللتاريخ، كان "رئيساً" لدى أقطاب معارضةٍ أكثر بكثير من رئيسٍ في أوج الوصاية على دولةٍ وشعب.
دخل نسيب لحود، منذ اللحظة الأولى من تغلّب المرض عليه، نادي الأسماء التي ترى فيها الشريحة العاقلة من اللبنانيّين جمهوريّةً منعها الأمر الواقع من أن تصبح واقعاً، لأنّها، لو فعلت، لكانت أعند وأصلب من التسكّع على أبواب الأجندات والإنتدابات الخارجيّة والمشاريع التي تأتي وتذهب كلّ ٢٠ عاماً.
"هذا الرجل تخطّى زمنَه حتماً". تسأل النائب السابق مصباح الأحدب عن الرجل الذي اختاره رفيقاً لدربِه الصعب، فيرى في هذه الكلمات الأنسب لوصف النسيب. "اتّهموه بأنّه مسلم، كما اتّهموني بأنّي مسيحيّ، لأنّهم لم يفهموا مشروعَه التعدّدي الذي طرحه"، يقول، مستذكراً كيف جال، خلال مرحلة البريستول، على رفاقٍ يُشبهونه من مختلف الطوائف وهو يحفر جبل رؤيته... بإبرة. 
تعاطى لحود مع السياسة اللبنانيّة من مرآتِه الخاصّة، لا على طريقة الزعامات المسيحيّة الباهتة والعائلات السياسيّة التي حالفها، ولا متأثّراً بالعِقَدة النفسيّة المارونيّة التي جعلت من كرسيٍّ يلمع في بعبدا مرضاً حاول استئصاله بنهجٍ سياديّ دستوريّ لا يُدير دولةً فقط، بل يُصلح مجتمعاً خذلته حالات شعبيّة عابرة تدّعي القوّة والقدرة وتجعل من الرئاسة الأولى غطاءً سهلاً لضرب السيادة ونعي الإستقلال وتحويلها إلى مُجرّد مكتب يرعى الغرق في منطقة نفوذ ويدفن السياسة الخارجيّة ويتفرّج على عزل الدولة وتفتيتها.
في ١٣ أيلول ٢٠٠٧، أعلن لحود ترشّحه رسمياً لمنصب رئاسة الجمهورية... كأنّه كان يقول للجميع في ذلك الحين: "هوذا قصري أتركه لكم، أنتم اختاروا، ولكن اعتبروا لأنّ التاريخ لا يرحم".