"الراي الكويتية":
لم يَعُد خافياً أن لبنان دَخَلَ في سباقٍ بين التفاعلات الخطيرة لـ «مثلث مخيف» في السياسة والمال والأمن، وبين محاولاتٍ متجدّدة، بدفْعٍ خارجي، ما زالت في «أول الطريق» لانتشال البلاد من الحفرة السحيقة التي تتدحْرج فيها، وسط تأكيد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ضرورة «تسريع جهود تشكيل حكومة مستقلة قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة».
وبات مسلَّماً به أن «ثلاثي الأزمات» يشكّل سلسلةً مترابطةً، بحيث أن حلّ مأزق تشكيل الحكومة الجديدة وفق مواصفاتٍ تلقى قبول الخارج يفتح الباب أمام وضْع البلاد على سكة وقف الفصول الأكثر دراماتيكية من الانهيار المالي - الاقتصادي بتداعياته الكارثية اجتماعياً، وتالياً قطْع الطريق على توتراتٍ أمنية صارت واقعاً شبه يومي مع احتجاجات في الشارع ولاسيما في طرابلس، تغذّيها ارتفاعاتٌ في أسعار سلع استراتيجية مثل الخبز والبنزين اعتُبرت بمثابة «تمرين» على انطلاق «قطار» رفْع الدعم، ولو «بالقطّارة» أو ترشيده، وهي التوتّرات التي يُخشى أن يتمّ «شبْكُها» مع الصراع السياسي المحتدم والتي ارتفع منسوب القلق بإزائها بعد «استيقاظ» شبح «داعش» عبر خلاياه النائمة.