تحذيرٌ من الاتي... حروبٌ سيبرانية بانتظارنا
18 Feb 202116:24 PM
تحذيرٌ من الاتي... حروبٌ سيبرانية بانتظارنا

أنطون الفتى

أخبار اليوم
كتب أنطون الفتى في "أخبار اليوم":

فيما ينشغل ويتشاغل، أهل لبنان والمنطقة، بالأزمات المتوالدة إقتصادياً ومالياً ومعيشياً واجتماعياً، على امتداد دول "المُمانَعَة" تحديداً، وبالإفراط في التعويل على أدوار غربية أو شرقية لحلّها، تتّجه الأرض الى نوع مختلف من الحياة، على المستويات كافّة، بما في ذلك الصّراعات المستقبلية.

فبعض أنظمة دول المنطقة، تذهب الى حجّ عسكري، نووي وصاروخي، عادت وتعود منه أنظمة دولية، منذ سنوات، بأدلّة كثيرة دامغة.

وإذا استثنينا السّعي الى التطوُّر في القُدُرات السيبرانية، والفضائية، نجد أن دولاً عدّة في المنطقة باتت خارج المنظومة الدّولية، بالملموس.

 
تخريب قنابل
لفت مصدر مُواكِب لتطوُّر السياسات الاستراتيجية في دول غربيّة وشرقيّة، الى أن "الصّراعات الدولية الجديدة المرسومة للسنوات القادمة، تؤكّد أنّنا قادمون الى حروب سيبرانية خطيرة جدّاً، وبشِعَة جدّاً، ستطال القدرات النووية والذريّة للدّول، التي وإن امتلكت أحدث القنابل، إلا أنها لن تكون قادرة على إطلاقها واستعمالها".

وشرح في اتّصال بوكالة "أخبار اليوم" أنه "كما أفلَتَ فيروس "كوفيد - 19" من عقالاته، هكذا سيتمّ تخريب أحدث القنابل والبرامج الصّاروخية والأسلحة، بموازاة شبكات الإنترنت والإتّصالات، والطاقة الكهربائية، في العالم، ضمن حروب سيبرانيّة خفيّة، ستضرب المصارف والشركات ومؤسّسات القطاع العام والخاصّ في مختلف الدّول. وهذا هو التحدّي الأساسي للأعوام القادمة".
 
وأوضح: "حياتنا صارت مبنيّة على الإنترنت. وبتعطيله، لن نتمكّن من العودة الى ما قبله، لأن ذلك بات مستحيلاً، حتى في الدّول التي تتمتّع بقُدُرات بطيئة وغير مُحدَّثَة تماماً في هذا المجال. وبالتالي، سيتوقّف العالم، وسيبدأ النّاس بـ "أكل" بعضهم في تلك الحالة".

 

سريّة تامّة!
وشدّد المصدر على أن "التوقّعات العالمية في هذا الإطار، تتحضّر لعالم تُصبح فيه أحدث القدرات العسكرية غير نافعة، إذ إن استعمالها لن يكون مُمكناً".
وأكد أن "الإختراق السيبراني الروسي للولايات المتحدة الأميركية، الذي أُعلِن عنه قبل أشهر، والذي حصل العام الفائت، كان كبيراً جدّاً. وهو مُحاط بسريّة تامّة، وتتابعه لجنة تقييم خاصّة، لكونه دمّر وعطّل معلومات دقيقة جدّاً، في أكبر الوكالات الأميركية الرسمية، المدنيّة والعسكرية".

 

"فايزر"
وأشار المصدر الى أن "الخطر العالمي في هذا المجال يتوسّع. فكوريا الشمالية مثلاً، اخترقت الأنظمة المعلوماتية لمجموعة "فايزر"، بهدف الحصول على معلومات عن اللّقاح ضدّ "كوفيد - 19". كما شنّت هجمات إلكترونية لسرقة عملات رقمية وتقليدية من مصارف، وذلك بهدف التهرُّب من العقوبات الأميركية، وجَمْع الأموال سرّاً. وتوجد معلومات عن أنشطة إيرانيّة تتعلّق بهجمات سيبرانية، لا تنحصر بخلفيات أمنية مرتبطة بإسرائيل والولايات المتّحدة فقط".

وتابع: "اختراق شركات الأدوية واللّقاحات سيتكرّر كثيراً، من جانب دول تريد أن تركّبها وتبيعها، لتحصل على أموال، وذلك دون أن تتكبّد إنفاقاً مالياً على إجراء أبحاث. وسيكثر نفي الإختراقات هذه من قِبَل الشّركات، خوفاً من التأثير السّلبي على أعمالها، وعلى بَيْع منتجاتها، ولا سيّما تلك المرتبطة بسوق الأدوية واللّقاحات".
 
وأوضح: "التعرُّض للقرصَنَة، سيجعل الخوف أكبر في سوق بَيْع اللّقاحات والأدوية، انسجاماً مع إمكانية أن تأخذ المُقَرصَنَة مكان الأصليّة. وهذه حروب عالميّة كبرى، ستقف خلفها الحكومات نفسها، بهدف دعم منتجات شركات دولها في مجال الأدوية واللّقاحات، عندما سيشتدّ الصّراع على أسواق بَيْعها (الأدوية واللّقاحات) مستقبلاً، فتشوّه سمعة بعضها البعض، بخروق سيبرانيّة مُتبادَلَة، وبفضح ذلك ونفيه، في عمليات ذات أبعاد جيو - سياسية".

 

مستقبل ساخن
وذكّر المصدر بأن "الصين قرصَنَت قبل سنوات بيانات تتعلّق ببرامج تعود الى أحدث المقاتلات الأميركية، وهي الـ "إف - 35"، الشّبحيّة".
وقال: "كلّفت تلك البرامج واشنطن مليارات الدولارات، فسرقتها الصين بعمليات قرصنة، واستخدمتها في تصنيع مقاتلات بموجب ما حصلت عليه من معلومات. وهذه جريمة تتعلّق بسرقة أسرار وعلوم واختراعات، دفعت الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الى الغضب من بكين أكثر".

 
وختم: "رغم ذلك، نجد أن واشنطن لا تزال تلعب دور المُدافِع في تلك الحروب، بنسبة أكبر من الهجوم، فيما موسكو وبكين وبيونغ يانغ وطهران تلعب دور المُهاجِم فيها أكثر. وهذه الحالة ستتطوّر مستقبلاً، بهجمات مُتبادَلَة، وهو ما يبشّر بمستقبل ساخن".