سرق المسدس...لم يُسرق المسدس، سرق، لم يسرق! اعتدى القوميون السوريون على عناصر من قوى الامن الداخلي، لم يعتدوا...اعتدوا! تمّ تطويق شارع سبيرز، لم تطوّق "الحمرا"...
هذه ليست لعبة أطفال، ولا حزورة سمجة غير مهضومة. هذا بعضٌ من حال استولت على الحزب القومي السوري الجمعة، فبدا أكثر بشاعة مما هو أصلاً، واكثر سذاجة واجراماً ومرضاً وجبناً...
هنا شارع سبيرز. يميل لون الزوبعات الى السواد اكثر بكثير من العلم الذي يحضنها. "الحمرا" تختنق، تئن. ليل امس، شهدت المنطقة اشكالاً بين عناصر من "الدرك" وعدد من شبان "القومي " عمد خلاله هؤلاء إلى سلب أحد الدركيين مسدسه الأميري.
سرعان ما بدأت القوى الامنية بسلسة اجراءات، فانتشرت عناصرها في شوارع الحمرا ولا سيّما في محيط مقرّ الحزب السوري القومي، حيث لجأ المعتدون وتمت حمايتهم. طالبت القوى الامنية بتسليم المعتدين المعروفين بالأسماء، كي ينالوا العقاب اللازم.
وبدأ مسلسل التناقضات، والكذب. أسعد حردان، رئيس الحزب المذكور، أعلن ان "المسدس" تمّ تسليمه الى القوى الامنية. وسام سميا، منفذ عام الطلبة في الحزب، اكدّ ان "لا علاقة للحزب القومي بالموضوع"، مستغرباً كيف ان الاعلام اتهمهم زوراً...يا حرام!
تناقض غير مبرر، انما مفهوم. فالحزب الذي اتقن لعبة الاجرام و"الزعرنات"، تعلّم ايضاً كيف يكذب وكيف يحاول اخراج نفسه من الموضوع "كالشعرة من العجينة". ليس غريباً ما قام به "القوميون" في الحمرا، فهم امتهنوا "التشبيح"، واستمتعوا بضرب لبنان، الوطن الذي لا يؤمنون به ولا بكيانه وشعبه.
هل من نسي ما فعله هؤلاء، الى جانب عناصر حزب الله، بتاريخ 7 ايار 2008 في مناطق الحمرا ، فردان، عائشة بكار، ابو طالب، الجندراك، محيط البريستول...؟
وهل من نسي كيف اعتدى مرافق المدعو اسعد حردان بالضرب على مراسلة قناة الجديد؟ وكيف اعتدى القوميون بمساعدة امن السفارة السورية على سوريين تظاهروا ضدّ النظام في بيروت؟
وهل من نسي ان الحزب القومي لا يزال يدافع عن ميشال سماحة معتبراً ان التهم الموجهة اليه "افتراضية"، بل هي فبركات وتسريبات إعلامية مدوزنة؟!
وطبعاً، لم وان ينسى احد ان "القومي" اغتال الرئيس الشهيد بشير الجميّل، وغيره!
ليست فظاعة سرقة المسدس الاميري بشيء امام فظاعات هذا الحزب، غير منقطعة النظير!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك