جاء في صحيفة "النهار": لم تضع الحكومة استراتيجية وقائية لتحصين لبنان من تداعيات الازمة السورية التي تظهر اماراتها يوما بعد يوم، كما لم تتشكل خلية أزمة وزارية تتلقى التقارير وتجري الاتصالات اللازمة لتجنيب البلاد شر الاقتتال الداخلي الذي لم يعد يريده أي طرف داخلي رغم وفرة السلاح لدى الكثير من الافرقاء، سواء في العلن او السر، وتبين خلال الاسابيع الماضية ان اكثر من فريق من قوى سياسية يمتلك اسلحة حديثة اكثر تطورا من اسلحة بعض القوى العسكرية النظامية.
ونصحت بعض الدول الصديقة للبنان بوضع تلك الاستراتيجية بسبب الاخطار المحدقة به ولان كل ما تقوم به السلطات لدى اي خرق سوري هو اجراء اتصالات على المستوى غير المدني، ويأتي الجواب كل مرة ان القذائف وقعت على قرى متاخمة للحدود السورية في شكل "غير عمد وبطريق الخطأ"، وخلال مطاردة "ارهابيين"، والرد الرسمي اتى على احتجاج رئيس الجمهورية ميشال سليمان على سقوط تلك القذائف على القرى اللبنانية المجاورة للحدود السورية حيث تؤدي ا لى سقوط قتلى وجرحى اضافة الى الاضرار الجسيمة في المنازل والممتلكات. وامس كان الاحتجاج من رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الذي طلب من سفير لبنان لدى سوريا ميشال الخوري نقل رسالة عاجلة عن سقوط القذائف السورية على قرى لبنانية واثر ذلك في الاجراءات الامنية المتخذة من السلطات الامنية المختصة.
ولاحظت ان الخروق السورية تزداد كلما ارتفعت وتيرة المواجهات بين القوات النظامية وحاملي السلاح من المعارضة، في وقت بدأ المبعوث الخاص الدولي والعربي المشترك الاخضر الابرهيمي يركز على صعوبات تواجهه كأنه يهيىء نفسه للاستقالة من المهمة المكلف بها خلفاً للمبعوث السابق كوفي انان بدليل ما صرح به لاحدى الاذاعات العالمية امس ان "مهمته شبه مستحيلة" علما انه لم يزر دمشق بعد، واللافت انه ذهب الى القول: "اشعر بالذعر من ثقل مسؤوليتي".
ونبهت مصادر قيادية الى ان المخاوف الدولية التي يطلقها وزراء خارجية اميركا او فرنسا او بريطانيا من خطر انعكاسات الحوادث السلبية على لبنان وآخرها كان للالماني فسترفيلله، يجب اخذها في الاعتبار، فلربما يدرك هؤلاء او بعضهم ان هناك مخطط تفجيريا معدا للبنان يعطى الضوء الاخضر من الخارج لاطلاق الشرارة الاولى. لذا يجب اتخاذ كل ما هو مطلوب من اجراءات احترازية قبل وقع كارثة لان الحوادث التي وقعت حتى اليوم امكن معالجتها بدون استئصال اسبابها.
وشجعت على انشاء هيئة مستقلة تعنى بشؤون النازحين الى لبنان موقتا، اي ان يعودوا الى ديارهم مع هدوء الحالة او انهم يجتازون الاراضي اللبنانية تمهيدا للهجرة الى خارج سوريا نهائيا. ويمكن ان تناط بهذه الهيئة مهمة صحية وتعليمية متعلقة بتأمين المدرسة او الجامعة للطلاب السوريين.
ولفتت الى ان المواجهات الدامية مستمرة وان الرئيس السوري بشار الاسد اكد في حديثه الاخير ان انهاء الارهابيين يحتاج الى بعض الوقت على رغم "تنظيف" القوات النظامية الكثير من المناطق التي كانوا منتشرين فيها. وعبرت عن قلقها حيال تعثر معالجة الازمة على المستويين الدولي والعربي ولانه منذ ما يزيد على 17 شهرا من انطلاق الازمة لم تتمكن جامعة الدول العربية ولا مجلس الامن ولا دول عربية من اقناع طرفي القتال بوقف النار، فيما الشعب يقتل ويهرب اما الى اماكن اكثر امانا في الداخل او ينزح الى لبنان والاردن وتركيا. وسيزداد القلق بفعل التباينات العربية الحادة التي ستظهر بدءاً من يوم غد الاربعاء مع افتتاح الدورة 138 لمجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة وترؤس لبنان لتلك الدورة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك